«أنا حاربتكم لأتأمّر عليكم وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون»[1].
وكان من منطق هذه الجلسة أن يخطب كلا الطرفين، أن يخطب معاوية وأن يخطب الإمام الحسن؛ باعتبارهما الطرفين الملتقيين في هذا المسجد. لكنْ بِمَ يخطب الإمام الحسن في مقابل هذا النوع من الاستهتار؟ في مقابل [ضياع] الآمال! في [مقابل][2] تهدّم كلّ ما كان يفترضه الإنسان المسلم من قِيَم ومُثُل واعتبارات!
ماذا يقول الإمام الحسن؟ وبِمَ يجيب على مثل هذا الاعتداء؟
الإمام الحسن (عليه الصلاة والسلام) حينما انتهى معاوية بن أبي سفيان من [خطبته] قام فقال: «يا معاوية! أنت معاوية وأنا الحسن، وأنت ابن أبي سفيان وأنا ابن علي، وأنت حفيد حرب وأنا حفيد محمّد (صلّى الله عليه وآله)، وأنت ابن هند [وأنا ابن فاطمة، وأنت حفيدُ فلانة وأنا حفيد خديجة، اللهمّ فالعن ألأمنا حسباً»، فقال الناس: «آمين»][3][4].
***
[1] تقدّم توثيقه، فراجع: مقاتل الطالبيّين: 77.
[2] ما بين عضادتين ساقطٌ من المحاضرة الصوتيّة، وقد أثبتناه من( غ) و( ه-).
[3] ما بين عضادتين ساقطٌ من المحاضرة الصوتيّة، وقد أثبتناه من( غ) و( ه-).
[4] « لمّا بويع معاوية خطب فذكر عليّاً فنال منه، ونال من الحسن، فقام الحسين ليردّ عليه فأخذ الحسن بيده فأجلسه، ثمّ قام فقال: أيّها الذاكر عليّاً! أنا الحسن وأبي علي، وأنت معاوية وأبوك صخر، وامّي فاطمة وامّك هند، وجدّي رسول الله( صلّى الله عليه وآله) وجدّك حرب، وجدّتي خديجة وجدّتك قتيلة، فلعن الله أخملنا ذكراً وألأمنا حسباً وشرّنا قدماً وأقدمنا كفراً ونفاقاً، فقال طوائف من أهل المسجد: آمين» مقاتل الطالبيّين: 78؛ الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد 15: 2؛ نثر الدرر في المحاضرات 225: 1؛ شرح نهج البلاغة 47: 16؛ التذكرة الحمدونيّة 396: 3. وفي مصادر متأخّرة:« حكاية: قيل: لمّا قدم معاوية المدينة …» نفحة اليمن في ما يزول بذكره الشجن( الشيرواني، ت 1253 ه-): 64؛ فلم تقع الحادثة- بناءً عليه- في الكوفة.