وعثمان، بالرغم من أنّه خان الأمانة، وبالرغم من أنّه استهتر بالإسلام، وبالرغم من أنّه صيّر الدولة الإسلامية دولةَ عشيرةٍ وقبيلة[1]، بالرغم من أنّه ارتكب هذه الجرائم التي أدنى عقابِها القتلُ، بالرغم من هذا، معاوية بنأبي سفيان يقول: هل هناك آية تقول بأنّ عثمان يستحقّ القتل، كثيرٌ من المغفّلين والهمج الرعاع أيضاً يقولون [إنّه لا يستحقّ القتل][2]، إذاً [فقد] قتل مظلوماً، فلا بدّ إذاً من القصاص من قاتله.
فيا علي بن أبي طالب! أَأنت قادرٌ على أن تعطي القاتل لي ولابن عمّي حتّى نقتله أو لا؟!
إن كنت قادراً فاعطِه؛ تطبيقاً لأحكام الإسلام. وإن كنت عاجزاً، إذاً فأنت عاجزٌ عن تطبيق أحكام الإسلام، فلا يجوز لك أن تتولّى حكومة الإسلام؛ لأنّ الخليفة يُشترط فيه القدرة على تطبيق أحكام الإسلام[3].
هذا هو الشعار اللئيم الخبيث الذي أعلنه معاوية بن أبي سفيان.
[1] على ما بحثه في المحاضرة العاشرة، تحت عنوان: ثامناً: عدم وجود يأس من إنجاح عمليّة التغيير بدون مساومة، وراجع: تاريخ اليعقوبي 168: 2، وكذلك: الطبقات الكبرى 23: 5؛ أنساب الأشراف 433: 5؛ تاريخ الامم والملوك( الطبري) 323: 4؛ الكامل في التاريخ 139: 3.
[2] هذا المقدار غير واضح في المحاضرة الصوتيّة، وهو غير مثبت في( غ) و( ف)، وهو ساقطٌ من( ش) و( ن)، وقد أضفناه على ضوء( ه-).
[3] قال معاوية:« أطلب بدم عثمان .. من علي ..؛ هو قتله وآوى قاتليه .. إن لم يكن قتله بيده فقد أمر ومالأ .. إن كان صادقاً فليمكنّا من قتلة عثمان؛ فإنّهم في عسكره وجنده وأصحابه وعضده» وقعة صفّين: 189. ومن كتاب له إليه( عليه السلام):« .. واخرى أنت بها عند أولياء ابن عفّان ظنّيناً: إيواؤك قتلته؛ فهم عضدك ويدك وأنصارك، وقد بلغني أنّك تتنصّل من دم عثمان وتتبرأ منه: فإن كنت صادقاً فادفع إلينا قتلته( كي) نقتلهم به، ثمّ نحن أسرع الناس إليك، وإلّا فليس بيننا وبينك إلّا السيف» أنساب الأشراف 278: 2؛ الأخبار الطوال: 162؛ تاريخ الامم والملوك( الطبري) 7: 5. وقد كتب( عليه السلام) إليه:« ولعمري يا معاوية! لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدني أبرأ الناس من دم عثمان» نهج البلاغة: 367، الكتاب 6؛ وقعة صفّين: 29؛ الإمامة والسياسة 114: 1.