الليل والنهار.
هذه هي تجربتنا نحن، يعني: نحن بيننا وبين أنفسنا، ونحن ما أحوجنا إلى ذلك؛ لأنّ المفروض أنّنا نحن الذين يجب أن نبلّغ للناس، نحن الذين يجب أن نشعّ بنور الرسالة على الناس، نحن الذين يجب أن نرسم الطريق والدرب، نحدّدَ معالم الطريق للُامّة، للمسلمين.
إذاً فما أحوجنا إلى أن يتبيّن لدينا الطريقُ تبيّناً حسّيّاً، تبيّناً أقرب ما يكون إلى تبيّن الأنبياء لطرقهم.
ليس عبثاً وليس صدفةً أنّ رائد الطريق دائماً كان إنساناً يعيش الوحي؛ لأنّه كان لا بدّ أن يعيش طريقه بأعلى درجةٍ ممكنةٍ من الحسّ حتّى لا ينحرف، حتّى لا يتململ، حتّى لا يضيع[1]، حتّى لا يكون سبباً في ضلال الآخرين، ليس هذا صدفة.
إذاً، فلا بدّ لنا أن نطمع في أكبر درجةٍ ممكنةٍ- بالنسبة إلى ظروفنا وملابساتنا- من الحسّ، يجب أن ندعو، أن نتضرّع إلى الله دائماً بأنْ يفتح لنا، يفتح أمام أعيننا معالمَ الطريق، أن يرِيَنا الطريق رؤيةَ عينٍ، لا رؤية عقلٍ فقط، أن يجعلَ هذه القيمَ وهذه المثل، والطريقَ إلى تجسيد هذه القيم وهذه المثل، أن يجعلَه شيئاً محسوساً لكلّ منعطفات هذا الطريق ولكلّ[2] صعوبات هذا الطريق، وما يمكن أن نصادفه في أثناء هذا الطريق، لا بدّ لنا أن نفكّر في أن نحصّل أكبر درجةٍ ممكنةٍ من الوضوح في هذا الطريق.
هذا بيننا وبين أنفسنا.
[1] ما أثبتناه من( غ) و( ف)، والمقطع الصوتي هنا غير واضح، ولكنّ الأرجح أنّه ليس كذلك، وإن كان المعنى يستقيم بما أثبتناه.
[2] في( غ) و( ف):« بكلّ .. وبكلّ»، والذي يبدو من المحاضرة الصوتيّة ما أثبتناه.