عهدٍ سعيدٍ بالوحي، تمثّل في مائةٍ وأربعةٍ وعشرين ألف نبي- كما في بعض الروايات[1]-، وكان بداية ظلامٍ ومحنٍ ومآسٍ وفواجع وكوارث من ناحيةٍ اخرى، تمثّلت في ما أعقب وفاةَ النبي [ (صلّى الله عليه وآله)] من أحداث في تاريخ العالم الإسلامي، هذه الأحداث المرتبطة ارتباطاً شديداً قويّاً بما تمّ في هذا اليوم من الفاجعة، على ما في (الزيارة الجامعة) التي نقرؤها:
« [يَدْعُونَهُ إِلَى][2] بَيْعَتِهِمُ التي عَمَّ شُؤمُهَا الْإِسْلَامَ، وَزَرَعَتْ فِي قُلُوبِ أَهْلِهَا الْآثَامَ، وَعَقَّتْ[3] سَلْمَانَهَا، وَطَرَدَتْ مِقْدَادَهَا، وَنَفَتْ جُنْدَبَهَا[4]، وَفَتَقَتْ بَطْنَ عَمَّارِهَا، وَحَرَّفَتِ الْقُرْآنَ، وَبَدَّلَتِ الْأَحْكَامَ، وَغَيَّرَتِ الْمَقَامَ، وَأَبَاحَتِ الْخُمُسَ لِلطُّلَقَاءِ، وَسَلَّطَتْ أَوْلَادَ اللُّعَنَاءِ عَلَى الْفُرُوجِ، وَخَلَطَتِ الْحَلَالَ بِالْحَرَام، وَاسْتَخَفَّتْ بِالْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ، وَهَدَمَتِ الْكَعْبَةَ، وَأَغَارَتْ عَلَى دَارِ الْهِجْرَةِ يَوْمَ الْحَرَّةِ، وَأَبْرَزَتْ بَنَاتِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ لِلنَّكَالِ وَالسُّوءَة[5]»[6].
إلى غير ذلك من الأوصاف التي نَعَتَ بها الإمامُ (عليه الصلاة والسلام) الجزءَ الثاني من الفاجعة الذي تمّ في هذا اليوم.
[1] معاني الأخبار: 333، الحديث 1؛ الخصال 524: 2، الحديث 13؛ جامع الأخبار: 179؛ البدء والتاريخ 1: 3؛ بحار الأنوار 32: 11، كتاب النبوّة، باب معنى النبوّة وعلّة بعثة الأنبياء، الحديث 24، 71: 77، كتاب الروضة، الباب 4، الحديث 1.
[2] ما بين عضادتين أضفناه من المصدر.
[3] في المحاضرة الصوتيّة:« عنّفت»، وهو ما احتُمِل في هامش المصدر.
[4] بفتح الدال المهملة، فلاحظ: تنقيح المقال في علم الرجال 244: 16.
[5] في نسخةٍ:« السَورة»، وهي: الحِدّة، فراجع: لسان العرب 384: 4.
[6] جاء النصُّ في المحاضرة الصوتيّة كالتالي:« بيعتهم التي عمّ شؤمها الإسلام، وزرعت في قلوب الامّة الآثام، وعنّفت سلمانها، وطردت مقدادها، ونَفَت جندبها، وفتقت بطن عمّارها، وأباحت الخمس للطلقاء وأولاد الطلقاء، وسلّطت اللعناء وأولاد اللعناء على المصطفَين الأخيار، وأبرزت بنات المهاجرين والأنصار إلى الذلّة والمهانة، وهدمت الكعبة، وأباحت المدينة، وخلطت الحلال بالحرام»، وقد أوردنا المتن وفقاً لما جاء في المصدر، فراجع: المزار الكبير: 297، الباب 13 من القسم الثالث، الزيارة 14؛ بحار الأنوار 166: 102، كتاب المزار، الباب 57، الزيارة 5.