أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وأفضل الصلوات على أفضل النبيّين وآله الطيّبين الطاهرين.
اليوم نجتمع بمناسبة وفاة الإمام التاسع (عليه الصلاة والسلام)[1]: الإمام الجواد، الذي قدّر الله سبحانه وتعالى أن يكون نفس وجود هذا الإمام على خطّ حياة أهل البيت دليلًا وبرهاناً على صحّة العقيدة التي نؤمن بها نحن بالنسبة إلى أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام)؛ لأنّ الظاهرة التي وجدت مع هذا الإمام- وهي ظاهرة تولّي الشخص للإمامة وهو بعدُ في سنّ الطفولة؛ على أساس أنّ التاريخ يتّفق ويجمع على أنّ الإمام الجواد توفّي أبوه وعمره لا يزيد عن سبع سنين[2].
ومعنى هذا أنّه تولّى زعامة الطائفة الشيعيّة روحيّاً ودينيّاً وعلميّاً وفكريّاً وهو لا يزيد عن سبع سنين، هذه الظاهرة التي ظهرت لأوّل مرّةٍ في حياة الأئمّة في الإمام الجواد (عليه الصلاة والسلام)- لو درسناها بحساب الاحتمالات، لوجدنا أنّها وحدها
[1] قُبض( عليه السلام) في آخر ذي القعدة( 29) سنة 220 ه-، فراجع: الكافي 492: 1؛ الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد 275: 2.
[2] « وكانت سنّه يوم وفاة أبيه سبع سنين وأشهراً» الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد 271: 2؛ حيث ولد في شهر رمضان/ 195 ه- وتوفّي والده في شهر صفر/ 203 ه-( الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد 247: 2، 273)، فيكون عمره سبع سنين وخمسة أشهر.