وفي الواقع: إنّ عمليّة العزل بين الإمام (عليه السلام) وبين القواعد الشعبيّة كانت من الخصائص العامّة للمرحلة الثالثة.
المرحلة الثالثة التي بدأت بالإمام الرضا (عليه السلام)، كان من خصائصها العامّة هذا العزل […][1] والتعذيب، ووُضعوا تحت الرقابة المستمرّة.
والروايات عندنا تدلّ على أنّ الإمام الرضا (عليه السلام) حينما انسحب من المدينة إلى إيران كان معه حاجبه[2]، وهذا الحاجب كان من خواصّ الإمام الرضا (عليه السلام)، وكانت تجمع الأموال للإمام الرضا (عليه السلام) من مختلف أرجاء العالم الإسلامي على يد هذا الحاجب، إلّا أنّ هذا الحاجب كان يبدو أنّه من اولئك الأشخاص الذين يبيعون ضميرهم، يبيعون بطونهم للدنيا، تعامل مع المأمون، اشتراه المأمون، أصبح جاسوساً وعيناً على الإمام الرضا (عليه السلام) لحساب المأمون ولحساب الفضل بن سهل، كان الإمام الرضا (عليه السلام) لا ينطق بكلام ولا يتحرّك ويتّصل بأحد إلّا وتأتي الأخبار للمأمون[3].
[…][4].
***
[1] هنا سقطٌ بمقدار ثلاثة أسطر ونيّف.
[2] هو هشام بن إبراهيم الراشدي الهمداني.
[3] « كان هشام بن إبراهيم الراشدي الهمداني من أخصّ الناس عند الرضا( عليه السلام) من قبل أن يُحمَل، وكان عالماً أديباً لبيباً، وكانت امور الرضا( عليه السلام) تجري من عنده وعلى يده وتصيره الأموال من النواحي كلّها إليه قبل حمل أبي الحسن( عليه السلام)، فلمّا حمل أبو الحسن اتّصل هشام بن إبراهيم بذي الرئاستين، وقرّبه ذو الرئاستين وأدناه، فكان ينقل أخبار الرضا( عليه السلام) إلى ذي الرئاستين والمأمون، فحظي بذلك عندهما، وكان لا يُخفي عليهما من أخباره شيئاً، فولّاه المأمون حجابة الرضا( عليه السلام)» عيون أخبار الرضا( عليه السلام) 153: 2.
[4] هنا سقطٌ في ذيل المحاضرة.