هؤلاء الذين أوقعوا هذه المجازر، بكوا أنفسهم.
إذاً فالبكاء ليس ضماناً، والعاطفة وحدها ليست ضماناً لإثبات أنّ صاحب العاطفة لا يقف موقفاً يقتل فيه الإمام الحسين أو يقتل فيه أهداف الحسين.
لا بدّ من امتحان، لا بدّ من تأمّل، لا بدّ من تعقّل؛ لكي نتأكّد من أنّنا لسنا قتلةً لأبي الشهداء (عليه السلام). أمّا مجرّد أنّنا نحبّ الحسين، نزوره، نبكي عليه، كلُّ هذا شيءٌ راجح، لكنّ هذا الراجح لا يكفي ضماناً لإثبات أنّنا لا نساهم في قتل الحسين؛ لأنّ بإمكاننا أن نقوم بكلّ هذا عاطفيّاً، مع أنّنا نساهم في قتل الحسين.
يجب أن نحاسب أنفسنا، ونتأمّل في سلوكنا، ونعيش موقفنا بعمق وانفتاح على كلّ المضاعفات والملابسات، لنتأكّد من براءتنا من قتل الحسين (عليه السلام) بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، ولكي نعيش دائماً تلك التضحية، ونعيش مدلول هذا الدم الطاهر.
وغفر الله لنا ولكم، وعظّم الله أجوركم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
***