إليهم، يستنصرهم ويستصرخهم، ويشعرهم بالخطر الداهم الذي تواجهه الامّة الإسلاميّة متمثّلًا في كسرويّة وقيصريّة يزيد بن معاوية[1].
فماذا يكون ردّ الفعل لهذه الرسالة؟!
يكون ردّ الفعل إذا استثنينا شخصاً واحداً، وهو [يزيد] بن مسعود النهشلي الذي كتب مستجيباً[2]، إذا استثنينا هذا الشخص الواحد يكون ردّ الفعل هو البرود المطلق، أو الخيانة.
أ- يبعث أحدهم برسول الحسين[3] إلى عبيدالله بن زياد، وكان وقتئذٍ والياً على البصرة- صدّقوا: أنّ هذا الشخص الذي قام بهذا العمل هو من شيعة عليِّ بن أبي طالب، لم يكن عثمانيّاً، كان علويّاً[4]، ولكنّه علويٌّ فَقَدَ كلَّ مضمونه، فقد كلَّ معناه، فقد كلّ إرادته-، جاء إلى هذا الرسول، أخذه مع الرسالة إلى عبيد الله بن زياد، لماذا؟ حبّاً في عبيدالله بن زياد؟ لا، إيماناً بخطّ عبيد الله بن زياد؟ لا، لكن حفاظاً على نفسه، ابتعاداً بنفسه عن أقلّ مواطن الخطر، عسى أن يصطلح في يومٍ ما عبيدالله بن زياد.
على أنّ ابن رسول الله كتب إليه يستصرخه، وهو لم يكشف هذه الورقة
[1] راجع: الإمامة والسياسة 196: 1؛ المنتظم في تاريخ الامم والملوك 299: 5؛ البداية والنهاية 89: 8.
[2] في المحاضرة الصوتيّة:« عبدالله بن مسعود»، وما أثبتناه هو الصحيح( مثير الأحزان: 27؛ اللهوف على قتلى الطفوف: 37)، ولم يذكره الدينوري وابن أعثم والطبري، وكانت ليلى بنت مسعود النهشلي- اخت يزيد- تحت الإمام علي( عليه السلام)( الغارات 93: 1).
[3] رسول الحسين( عليه السلام) مولى اسمه سليمان، والذي بعث به إلى عبيدالله هو المنذر بن الجارود.
[4] حيث شهد الجمل مع عليٍّ( عليه السلام)، انظر: المعرفة والتاريخ 313: 3؛ الإصابة في تمييز الصحابة 209: 6.