نحن كنّا نتكلّم عن الإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام)[1].
الإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام) كان أمامه عدّة مواقف عمليّة، كان بإمكانه أن يتّخذ أيَّ واحدٍ منها بعد أن هلك معاوية وبويع يزيد وطُلب منه أن يبايع يزيدبنمعاوية[2]:
الموقف الأوّل: هو أن يبايع يزيدَ بنَ معاوية كما بايع أمير المؤمنين أبابكر وعمر وعثمان[3].
الموقف الثاني: أن يرفض بيعة يزيد بن معاوية، لكن يبقى في مكّة أو في المدينة، في أحد الحرمين: في حرم رسول الله (صلّى الله عليه وآله)- يعني: في بيته وبلدته- أو في حرم الله، ينتقل إلى مكّة، ويبقى هناك مستجيراً بحرم الله تعالى حتّى يقضي الله بما هو قاضٍ.
الموقف الثالث: هو أن يلجأ إلى أحد أطراف العالم الإسلامي، يلجأ إلى بلدٍ من بلاد العالم الإسلامي كما اقترح عليه أخوه محمّد بن الحنفيّة، قال
[1] أشرنا في مقدّمة الكتاب إلى أنّ هذه المحاضرة تمثّل قسماً من محاضرة الشهيد الصدر( قدّس سرّه) حول الإمام الجواد( عليه السلام) والإمامة المبكرة، وقد أفردناها ضمن بحث مستقلٍّ لمناسبتها ذلك.
[2] انظر على التوالي: تاريخ الامم والملوك( الطبري) 323: 5، 338، 339.
[3] على قولٍ كما أشرنا في المحاضرة الخامسة عشرة، تحت عنوان: الفوارق الأساسيّة بين موقِفَي الحسنين( عليهما السلام) على ضوء الاعتبارات الثلاثة، الاعتبار الثاني؛ حيث أشرنا إلى قول الشيخ المفيد( رحمه الله):« والمحقّقون من أهل الإمامة يقولون: لم يبايع ساعةً قطُّ» الفصول المختارة: 56.