يقول في (البحار): [جهّز][1] (عليه الصلاة والسلام) جماعة معه، وخرج إلى النخيلة، وبقي عشرة أيّام في النخيلة، واستخلف ابن عمّه[2] على الكوفة لكي يعبّئ باقي القوى المقاتلة، فلم يَرِدْ أحد[3].
بقي الإمام الحسن عشرة أيّام في النخيلة ينتظر عسكراً، ينتظر جيشاً، فلم يرد جيش، فيضطرّ الإمام الحسن (عليه الصلاة والسلام) إلى أن يرجع إلى الكوفة مرّةً اخرى، رجع مرّةً اخرى ليعبّئ بنفسه جيشاً[4].
عبّأ جيشاً، تقول كثيرٌ من الروايات: إنّه يبلغ اثني عشر ألفاً[5]، واتّجه هذا الجيش إلى مسكن، واتّجه هو مع أربعة آلاف أو ستّة آلاف إلى المدائن[6].
[1] المقطع الصوتي هنا غير واضح، وهو يبدو:« وازن» أو:« وآذن»، وفي( غ) و( ه-):« جهّز»، ولكنّه حتماً ليس كذلك، وقد أثبتناه لمناسبته السياق.
[2] هو المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب.
[3] ما أفاده( قدّس سرّه) من: صلح الحسن( عليه السلام): 101، وقد يُفهم خلافه:« وسار الحسن( عليه السلام) في عسكر عظيم حتّى نزل دير عبد الرّحمن، فأقام به ثلاثاً حتّى اجتمع النّاس» شرح نهج البلاغة 39: 16- 40؛ بحار الأنوار 51: 44 عنه. نعم،« ركب معه من أراد الخروج وتخلّف عنه خلقٌ كثير» الخرائج والجرائح 574: 2.
[4] « ثمّ إنّ الحسن أخذ طريق النخيلة، فعسكر عشرة أيّام فلم يحضره إلّا أربعة آلاف، فانصرف إلى الكوفة، فصعد المنبر ..» بحار الأنوار 44: 44، نقلًاً عن: الخرائج والجرائح 574: 2. وكان خروجه هذا بعد الخيانات التي سيتحدّث( قدّس سرّه) عنها بعد قليل. أمّا خروجه الذي كان بعد خروج عدي بن حاتم إلى النخيلة فما ذكرناه في الهامش السابق.
[5] تاريخ الامم والملوك( الطبري) 159: 5؛ البداية والنهاية 14: 8، وهذا ليس مجموع الجيش كما يأتي، بل هو ما أرسله( عليه السلام) مع عبيد الله بن العبّاس، فراجع: مقاتل الطالبيّين: 71.
[6] ورد أنّه( عليه السلام) خرج في أربعين ألفاً، فراجع: الفتوح 286: 4؛ تجارب الامم 572: 1؛ البدء والتاريخ 235: 5. وما ذكره( قدّس سرّه) مبنيٌّ على ما ذكره خاله الشيخ آل ياسين( رحمه الله) في مقام تمحيص الروايات المختلفة؛ حيث خلص إلى أنّ مجموع عديد الجيش- ما عدا جيش المدائن نفسها- يبلغ قرابة عشرين ألفاً موزّعين على من سار إلى مسكن ومن سار إلى المدائن، فراجع: صلح الحسن( عليه السلام): 123- 124.