والأموال والأولاد[1].
ب- بينما معاوية لم يكن همّه على مستوى الغزو، ولم يكن موقفه يتطلّب منه أن يغزو، وإنّما كان موقفه يتطلّب منه أن يمسك الشام، كان يتطلّب منه أن يحاول فصل الشام عن باقي أجزاء الوطن الإسلامي الكبير[2].
وفرقٌ كبيرٌ بين قائدٍ يأمر جيشه بأن يتحرّك من بلاده ليخوض معركةً لا يوجد أيُّ اعتبارٍ لخوضها سوى اعتبار الرسالة فقط، بينما هذا المستوى من العطاء لم يكن هو اطروحة معاوية لجيشه.
معاوية لم يكن يقول لجيشه: تعالوا نحتلّ العراق، تعالوا لنغزو باقي أرجاء الوطن الإسلامي، وإنّما كان يمنّيهم بالسيادة والاستقلال، وفي النهاية وعلى الخطّ الطويل بزعامة الوطن الإسلامي والعالم الإسلامي[3].
والأشخاص الذين كانوا يدورون في فلك الإمام (عليه السلام) كان فيهم عددٌ كبيرٌ من الواعين وأنصاف الواعين، والحارِّين وأنصاف الحارِّين، على المصطلحات التي وضعناها في ما سبق[4]. وهذه الكتلة الكبيرة من الواعين وأنصاف الواعين، والحارِّين وأنصاف الحارِّين استجابت لمطالب الرسالة منذ اللحظة الاولى، استجابت للإمام (عليه السلام)، وشعرت بأنّ من واجبها الإسلامي أن تصفّي هذه التجزئة، وأعطت هذه الكتلةُ من التضحيات ما أعطت، وخاضت عدّة معارك ضارية.
[1] ورد المقطعان الأخيران بعد قوله( قدّس سرّه) قريباً:« اعتبار الرسالة فقط»، وقد قدّمناهما لكونهما كلاماً اعتراضيّاً استدراكاً على كلامه السابق.
[2] تقدّم توثيق ذلك في المحاضرة الحادية عشرة، تحت عنوان: الفوارق الموضوعيّة بين وضع الإمام عليٍّ( عليه السلام) ووضع معاوية، الفارق الثاني: اختلاف الموقفين على مستوى الغزو والدفاع، فراجع: وقعة صفّين: 414، 470، 471.
[3] كذا في( غ) و( ج)، وفي( م):« وعلى الخطّ الطويل يجعل زعامة الوطن الإسلامي في الشام».
[4] يقصد( قدّس سرّه) مصطلحي:« الوعي» و« الطاقة الحراريّة» اللذين أسّس لهما في المحاضرة الخامسة.