منفصلًا عن هؤلاء، أنّهم أصبحوا لا يفهمونه، ولا يفهمون أهدافه، ولا يفهمون رسالته.
ومن أمرّ ما يمكن- أصعب ما يُمكن- أن يقاسيه زعيمٌ أو قائدٌ صاحبُ منهج وحياة: أن يعيش في جماعة لا تتفاعل معه فكريّاً، ولا تعيش مع أهدافه، ولا تعيش مع خطّه، مع [اناسٍ][1] يبذل كلّ ما لديه في سبيلهم، ثمّ هم لا يحسّون بأنّ هذا كلَّه في سبيلهم، وإنّما يشكّون فيه، يشكّون في نيّته، يشكّون في دوافعه، هذا كان هو الامتحان العسير الذي قاساه (عليه أفضل الصلاة والسلام).
لكنّه بالرغم من هذا الامتحان العسير لم تضعف قوّته، لم تهن عزيمته، بقي إلى آخر لحظةٍ يحاول أن يبثّ من روحه الكبيرة في هذا المجتمع المتفتّت الذي بدأ يشكّ، والذي بدأ يتوقّف. كان يحاول أن يبثّ في هذا المجتمع من روحه الكبيرة، إلى أن خرّ شهيداً صريعاً في المسجد، في مسجد الكوفة، عليه أفضل الصلاة والسلام.
***
[1] في المحاضرة الصوتيّة:« مع إنسانٍ»، ومراده( قدّس سرّه) ما أثبتناه.