جذريّاً أو إصلاحاً حقيقيّاً في مجتمع أو بيئة أو حوزة، أو في أيّ مجتمع آخر من المجتمعات.
هذه الحقيقة المطلقة هي أنّ كلَّ إصلاح لا يمكن أن ينشأ على يد الأجهزة الفاسدة التي يتوقّف الإصلاح على إزالتها وعلى تبديلها[1].
فلو افترضنا أنّ الزعيم المسؤول عن إصلاح تلك الامّة والبيئة التي يتزعّمها أقرَّ الأجهزة الفاسدة التي يتوقّف الإصلاح على إزالتها وتبديلها، ومن ثمّ تعاون معها ولو مؤقّتاً؛ بمنطق: أنّي اقرّها، ثمّ بعد اكتسابي القوّة والمزيدَ من القدرة، وبعد امتدادي افقيّاً وعموديّاً في أبعاد هذه التجربة التي أتزعّمها، بعد ذلك أستبدل هذه الركائز بركائز صالحة.
هذا المنطق منطقٌ لا يتّفق مع طبيعة العمل الاجتماعي ومع طبيعة الأشياء؛ وذلك لأنّ هذا الزعيم: من أين يستمدّ القوّة؟ من أين سوف تتّسع له القدرة؟ من أين سوف يمتد افقيّاً وعموديّاً؟ هل تهبط عليه هذه القوّة بمعجزة من السماء؟
لا، وإنّما سوف يستمدّ هذه القوّة من تلك الركائز نفسها. إنّ أيَّ زعيم- في أيّة بيئة- يستمدّ قوّته وتتعمّق هذه القوة عنده باستمرار من ركائزه، من اسسه، من أجهزته، التي هي قوّته التنفيذيّة، التي هي واجهته على الامّة، التي هي تعبيره، التي هي تخطيطه.
فإذا افترضنا أنّ هذه الأجهزة كانت هي الأجهزة الفاسدة التي يريد المخطّطُ الإصلاحيُّ إزالتَها وتبديلها، فليس من المعقول أن يقول الزعيم في أيّ لحظةٍ من اللحظات: «إنّي أرفض هذه الأجهزة الفاسدة»؛ لأنّ النتيجة المنطقيّة مرتبطة بمقدّماتها، والنتيجة واقعيّاً مرتبطة بركائزها.
[1] في الموارد اللاحقة من مختلف النسخ اقترنت الإزالة بالتبديل، فلعلّ الصادر منه( قدّس سرّه) في هذا المورد ما أثبتناه، وإن كان الوارد في مختلف النسخ:« تبديدها».