خلاصة دور الأئمّة (عليهم السلام) تجاه التسلسل المنطقي للانحراف:
أمّا دور الأئمّة (عليهم السلام) تجاه هذا التسلسل فيتلخّص بأمرين[1]:
1- محاولة القضاء على الانحراف في تجربة المجتمع الإسلامي:
الأمر الأوّل الذي كان الأئمّة يمارسونه في حياتهم هو محاولة القضاء على الانحراف الموجود في تجربة المجتمع الإسلامي، وإرجاع التجربة إلى وضعها الطبيعي، وذلك بإعدادٍ طويلِ المدى، وبتهيئة الظروف الموضوعيّة التي تناسب وتتّفق مع إرجاع التجربة إلى وضعها الطبيعي.
فمتى كانت الظروف الموضوعية مهيّأةً، كان الأئمة (عليه السلام) على استعدادٍ لأنْ يمارسوا إرجاع التجربة إلى الوضع الطبيعي، كما مارس أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال بأنّ الله أخذ عهداً على الإنسان أن لا يقرَّ على الظلم مع وجود الناصر والناصر موجود …[2].
وكلمة (الناصر) استبطنت كلَّ الحدود والظروف الموضوعيّة التي سوف تذكر في ما بعد[3]، والتي تجعل في قدرة الإمام المعصوم أن يحاول إعادة التجربة الإسلاميّة إلى وضعها الطبيعي ووضعها الصحيح.
هذا هو الأمر الأوّل، الذي يعني الإعدادَ والعملَ لتهيئة المقدّمات والظروف الموضوعيّة للتمكّن من إعادة التجربة إلى وضعها الطبيعي والصحيح.
[1] سيتجدّد الحديث عن هذين الخطّين في المحاضرة السابعة، تحت عنوان: تخطيط الأئمّة( عليهم السلام) لمواجهة الانحراف، وفي المحاضرة الثامنة، تحت عنوان: موقف الأئمّة( عليهم السلام) من انحراف الزعامة وانهيار التجربة والامّة.
[2] « وما أخذ الله على العلماء ألّا يقارّوا على كظّة ظالمٍ ولا سغب مظلوم» نهج البلاغة: 50، الخطبة 3.
[3] في المحاضرتين القادمتين كما أشرنا آنفاً.