الحسين من بين الخامس والعشرين من محرّم، والإمامُ الحسن (عليه الصلاة والسلام) نحن على أبواب وفاته، يعني: نحن أمام حياة ثلاثة من الأئمّة (عليهم الصلاة والسلام) من الأئمّة المترتّبين: الحسن، ثمّ الحسين، ثمّ علي بن الحسين (عليه الصلاة والسلام).
مراحل تاريخ أئمّة أهل البيت (عليهم السلام):
وهؤلاء الثلاثة يشكلّون مع أبيهم (عليه الصلاة والسلام)- على ما قلنا في بعض المجالس السابقة[1]– تمام المرحلة الاولى من المراحل الثلاث لحياة الأئمة (عليهم الصلاة والسلام)؛ فإنّنا- في بعض الجلسات السابقة التي عقدناها لغرض البحث عن تاريخ الأئمّة (عليهم الصلاة والسلام)- قلنا بأنّه يمكن تقسيم تاريخ الأئمّة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) بعد وفاة الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) إلى ثلاث مراحل:
1- المرحلة الاولى: مرحلة تفادي صدمة الانحراف:
المرحلة الاولى هي مرحلة تفادي صدمة الانحراف. هذه المرحلة هي المرحلة التي عاش فيها قادة أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) مرارة الانحراف ونكسة انحراف التجربة الإسلاميّة بعد وفاة الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله).
وكان لمرارة هذا الانحراف ولصدمة هذا الانحراف آثارُها وفجائعُها ومضاعفاتُها[2] التي كان من الممكن أن تمتدَّ فتقضي على الإسلام ومصادره، وعلى الامّة الإسلاميّة، فتصبح قصّةً في التاريخ لا وجود لها في خطّ الزمن
[1] يظهر من ذيل هذه المحاضرة أنّه( قدّس سرّه) يقصد في الإحالة هنا: محاضرته حول الإمام الجواد( عليه السلام)، والتي سيُجدّد الإحالة إليها في المحاضرة الرابعة والعشرين من هذا الكتاب، ونحن نحتمل بقوّة أن يكون( قدّس سرّه) قد ألقى حول الإمام الجواد( عليه السلام) محاضرة اخرى سنة 1387 ه- غير التي في هذا الكتاب؛ لأنّ الأخيرة القيت عَرَضاً، والمحال عليه- هنا وفي المحاضرة الرابعة والعشرين- ليس موجوداً فيها. وعلى كلّ حال راجع حول طبيعة المرحلة الاولى: المحاضرتين الرابعة والعشرين والخامسة والعشرين.
[2] في المحاضرة الصوتيّة:« آثاره وفجائعه ومضاعفاته».