الردّ العملي من الإمام على اقتراح خراسان[1].
وعلى هذا الأساس، تسلّم أمير المؤمنين زمام الحكم في وقت توفّر فيه ذلك الجيش العقائدي الواعي، متمثّلًا في الصفوة من المهاجرين والأنصار والتابعين وأصحابه.
9- رعاية الشيعة بوصفها الكتلة المؤمنة بالإمام[2]
: عرفنا أنّ الدور المشترك الذي كان الأئمّة يمارسونه في الحياة الإسلاميّة هو دور الوقوف في وجه المزيد من الانحراف، وإمساك المقياس عن التردّي إلى الصفر والهبوط إلى الهاوية. غير أنّ هذا- في الحقيقة- يعبّر عن بعض ملامح الدور المشترك.
وهناك جانبٌ آخر في هذا الدور المشترك لم نشر إليه حتّى الآن، وهو جانب الإشراف المباشر على الشيعة بوصفهم الجماعة المرتبطة بالإمام، والتخطيطِ لسلوكها، وحمايةِ وجودها، وتنميةِ وعيها، وإمدادِها بكلّ الأساليب التي تساعد على صمودها في خضمّ المحن، و [على] ارتفاعها إلى مستوى الحاجة الإسلاميّة، [أي:] إلى جيش عقائدي وطليعة واعية.
ولدينا عددٌ كبيرٌ من الشواهد من حياة الأئمّة على أنّهم كانوا يباشرون نشاطاً واسعاً في مجال الإشراف على الكتلة المرتبطة بهم والمؤمنة بإمامتهم، حتّى إنّ الإشراف كان يصل أحياناً إلى درجة تنظيم أساليبَ لحلِّ الخلافات الشخصيّة بين أفراد الكتلة، ورصد الأموال لها، كما يحدّث بذلك المعلّى بن خنيس عن الإمام الصادق (عليه السلام)[3].
[1] مناقب آل أبي طالب 237: 4.
[2] العنوان منه( قدّس سرّه)، والترقيم منّا.
[3] لم نعثر على ما يشير إلى هذا المعنى عن المعلّى، والظاهر أنّه( قدّس سرّه) يقصد المفضّل بن عمر الجعفي، فراجع: الكافي 209: 2، الحديثان 3 و 4.