آياتِكَ، وَاعمُر لَيْلي بِإيقاظي فيهِ لِعبادَتِكَ وتفرُّدي بالتهجُّدِ لكَ وتجرُّدي بسكوني إليكَ، وأنزِل حوائجي بك ومُنازَلَتي إيّاكَ في فكاكِ رقبتي من نارِكَ وإجارتي ممّا فيه أهلها من عذابِكَ، ولا تَذَرني في طُغياني عامِهاً ولا في غمرتي ساهِياً حتّى حين، ولا تجعلني عِظَةً لِمَن اتَّعظَ ولا نكالًا لمن اعتبرَ ولا فِتنةً لمن نظر، ولا تَمْكُرْ بي فيمَنْ تَمْكُرُ بِهِ، ولا تستبدل بي غَيري ولا تُغَيِّر ليَ اسماً ولا تبدِّل لي جِسماً، ولا تتّخِذْني هُزُواً لخلقِكَ ولا سُخريّاً ولا تبعاً إلّالمرضاتِكَ ولا مُمتهَناً إلّابالانتقام لكَ، وأوجِدني بَردَ عفوِكَ وحلاوةَ رحمَتِكَ وريحانكَ وجنّةَ نَعيمِكَ، وأذِقني طَعمَ الفراغِ لِما تُحبّ بسعةٍ من سعِتكَ والاجتهادُ فيما يَزلفُ لديكَ وعندَكَ، وأتحِفني بتُحفَةٍ من تُحفاتِك، واجعَلْ تِجارتي رابِحةً وَكرّتي غير خاسِرةٍ، وأخِفْني مقامَك وشوِّقني لقاءَك وتُبْ عَلَيَّ توبةً نصوحاً لا تُبقِ معها ذنوباً صغيرةً ولا كبيرةً ولا تَذَرْ معها علانيةً ولا سريرة، وانزِع الغِلَّ من صَدري للمؤمنين واعطِفْ بقلبي على الخاشعين وكُنْ لي كما تكونُ للصالحين وحَلِّني حليةَ المتّقين، واجعل لي لِسانَ صِدقٍ في الغابرين وذِكراً نامياً في الآخِرين، ووافِ بي عَرَصةَ الأولينَ، وتَمِّمْ سُبوغَ نِعمتِكَ عَلَيَّ وظاهِر كراماتِها لَدَيَّ، وامْلأ من فوائِدِكَ يَدِي، وسُقْ كرائِمَ مواهِبِكَ إليَّ، وجاوِر بيَ الأطْيَبينَ مِنْ أوليائِكَ في الجِنانِ التي زيّنتَها لأصفيائِك، وجَلِّلْني شرائِفَ نِحَلِكَ في المَقاماتِ المُعَدَّةِ لأحِبَّائِك، وَاجْعَلْ لي عِنْدَكَ مَقيلًا آوي إلَيْهِ مُطْمَئِنَّاً وَمَثابَةً أتَبَوَّؤُها وَأقرّ عَيْناً، وَلا تُقايِسْني بِعَظيْماتِ الجَرائِرِ وَلا تُهْلِكْني يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِر، وَأزِلْ عَنِّي كُلَّ شَكٍّ وَشُبْهَةٍ، وَاجْعَلْ لي في الحَقِّ طَريقاً مِنْ كُلِّ رَحْمَةٍ، وَأجْزِلْ لي قِسَمَ المَواهِبِ مِنْ نَولِكَ، وَوَفِّرْ عَلَيَّ حُظوظَ الإحْسانِ مِنْ إفْضالِكَ، وَاجْعَلْ قَلْبي واثِقاً بِما عِنْدَكَ، وَهَمِّي مُسْتَفْرَغاً لِما هُوَ لَكَ، وَاسْتَعْمِلْني بِما تَسْتَعْمِلُ بِهِ خالِصَتَكَ، وَأشْرِبْ قَلْبي عِنْدَ ذُهولِ العُقولِ طاعَتَكَ، وَاجْمَعْ لي