مَوْروثاً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في مُلْكِهِ فَيُضادُّهُ فيما ابْتَدَعَ، وَلا وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ فَيُرْفِدَهُ فيما صَنَعَ، فَسُبْحانَهُ سُبْحانَهُ لَوْ كانَ فيهِما آلِهَةٌ إلّااللَّهُ لَفَسَدَتا وَتَفَطَّرَتا، سُبْحانَ اللَّهِ الواحِدِ الأحَدِ الصَّمَدِ الَّذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أحَدٌ، الحَمْدُ للَّهِ حَمْداً يُعادِلُ حَمْدَ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبينَ وَأنْبِيائِهِ المُرْسَلينَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلى خِيَرَتِهِ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَآلِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ المُخْلِصينَ وَسَلَّمَ».
فشرع عليه السلام في السؤال واهتمّ في الدعاء ودموعه تنحدر على خدَّيه ثمّ قال:
«اللهُمَّ اجْعَلْني أخْشاكَ كَأ نّي أراكَ، وَأسْعِدْني بِتَقْواكَ، وَلا تُشْقِني بِمَعْصِيَتِكَ، وَخِرْ لي في قَضائِكَ، وَبارِكْ لي في قَدَرِكَ؛ حَتَّى لا احِبَّ تَعْجيلَ ما أخَّرْتَ وَلا تَأخيرَ ما عَجَّلْتَ. اللهُمَّ اجْعَلْ غِنايَ في نَفْسي وَاليَقينَ في قَلْبي وَالإخْلاصَ في عَمَلي وَالنُّورَ في بَصَري وَالبَصيرَةَ في ديني، وَمَتِّعْني بِجَوارِحي، وَاجْعَلْ سَمْعي وَبَصَري الوارِثَيْنِ مِنِّي، وَانْصُرْني عَلى مَنْ ظَلَمَني وَأرِني فيهِ ثاري وَمَآرِبي وَأقِرَّ بِذلِكَ عَيْني. اللهُمَّ اكْشِفْ كُرْبَتي وَاسْتُرْ عَوْرَتي، وَاغْفِرْ لي خَطيئَتي وَاخْسَأ شَيْطاني وَفُكَّ رِهاني، وَاجْعَلْ لي يا إلهي الدَّرَجَةَ العُلْيا في الآخِرَةِ وَالاوْلى. اللهُمَّ لَكَ الحَمْدُ كَما خَلَقْتَني فَجَعَلْتَني سَميعاً بَصيراً، وَلَكَ الحَمْدُ كَما خَلَقْتَني فَجَعَلْتَني خَلْقاً سَوِيَّاً رَحْمَةً بي وَقَدْ كُنْتَ عَنْ خَلْقي غَنِيَّاً، رَبِّ بِما بَرَأتَني فَعَدَّلْتَ فِطْرَتي، رَبِّ بِما أنْشَأتَني فَأحْسَنْتَ صورَتي، رَبِّ بِما أحْسَنْتَ إلَيَّ وَفي نَفْسي عافَيْتَني، رَبِّ بِما كَلأتَني وَوَفَّقْتَني، رَبِّ بِما أنْعَمْتَ عَلَيَّ فَهَدَيْتَني، رَبِّ بِما أوْلَيْتَني وَمِنْ كُلِّ خَيْرٍ أعْطَيْتَني، رَبِّ بِما أطْعَمْتَني وَسَقَيْتَني، رَبِّ بِما أغْنَيْتَني وَأقْنَيْتَني، رَبِّ بِما أعَنْتَني وَأعْزَزْتَني، رَبِّ بِما ألبَسْتَني مِنْ سِتْرِكَ الصَّافي وَيَسَّرْتَ لي مِنْ صُنْعِكَ الكافي صَلِّ عَلى محمّدٍ وَآلِ محمّدٍ، وَأعِنِّي عَلى بَوائِقِ الدُّهورِ وَصُروفِ اللَيالي وَالأيّامِ، وَنَجِّني مِنْ أهْوالِ الدُّنْيا وَكُرُباتِ الآخِرَةِ، وَاكْفِني شَرَّ ما يَعْمَلُ الظَّالِمونَ في الأرْضِ. اللهُمَّ ما أخافُ فَاكْفِني، وَما أحْذَرُ فَقِني، وَفي نَفْسي