النظام الإسلامي مقارناً بالنظام الرأسمالي والماركسي[1]
حاجة البشريّة إلى نظام:
تتحكّم في الإنسان منذ بدء وجوده غريزة حبّ الذات، وهي اتّجاه أصيل في النفس البشريّة، يدفع الإنسان دائماً إلى تحقيق الخير لذاته، وتوفير مصالحه، وإشباع رغباته. ويحاول بحكم هذا الدافع الأصيل في نفسه أن يستفيد من كلّ ما حوله من أجزاء الكون الكبير الذي يعيشه وقواه وإمكاناته، ويستعين بكلّ ما يتاح له من ذلك في سبيل تحقيق الخير الشخصي له، وتوفير مصالحه الخاصّة.
وعلى هذا الأساس دخل الجماد والنبات والحيوان في حياة الإنسان؛ لأنّ هذه الأشياء يمكن أن تقدّم بطبيعتها كثيراً من الخدمات للإنسان في حياته، فاندفع الإنسان إلى الاستعانة بها واستخدامها وتكييفها وفقاً لرغباته وحاجاته، وكان من الطبيعي أن يجد الإنسان أنّ إمكانات الاستعانة لا تستنفذ هذه الأشياء، وأن يندفع بحكم اتّجاهه الفطري الأصيل إلى الاستعانة بأخيه الإنسان أيضاً، والاندماج معه في حياة واحدة تملك من الإمكانات لإشباع الحاجات والرغبات
[1] نشر في مجلّة( رسالة الإسلام)، السنة الثانية 1968 م، العدد( 3- 4)، باسم( كاتب إسلامي كبير)