وَ اسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً»[1].
ونرى النبيّ صلى الله عليه و آله يقول لأصحابه وهو في نزع الموت كما يروى: «الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم»[2]، حتّى جعل يغرغر بها وما يفصح بها لسانه، يوصيهم صلى الله عليه و آله بهذا وهو في نزع الموت، لأنّ الصلاة مفتاح الفلاح في قوله تعالى: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ … وَ الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ»[3]، ويجعلها ربّنا تبارك وتعالى أوّل وآخر صفات المؤمنين.
تذكرة الآخرة
: وكان أصحاب النبيّ صلى الله عليه و آله يعملون في مكّة وذكر الآخرة بين أعينهم، وينزل عليهم قوله تعالى: «الْقارِعَةُ مَا الْقارِعَةُ وَ ما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ وَ تَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ»[4]، ويظلّ توجيه اللَّه قائماً في حياتهم، ونرى الوحي في المدينة ينزل بقوله تعالى «يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ»[5]، وقوله تعالى: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ»[6].
[1] النصر: 1
[2] البداية والنهاية 5: 238؛ دلائل النبوّة 7: 205؛ المنتظم 4: 39؛ إقناع الأسماع 14: 496. وفيها« الصلاة» مرّة واحدة
[3] المؤمنون: 2
[4] القارعة: 5
[5] الحجّ: 1
[6] التحريم: 6