نفسه، فنقول بأنّ المؤاخذة التي ذكرناها للحضارة الغربيّة لا تكون بالنسبة للحضارة الإسلاميّة؛ لأنّ الفارق النظري بين الحضارة الغربيّة والحضارة الإسلاميّة كبير جدّاً، والاستعمار مهما يحمل من شعارات، كأن يقول أحمل العلم وأحمل الحقيقة إلى الشعوب المتخلّفة، فإنّه في الواقع يحمل وجهة نظره عن الحقيقة ويفرضها على الآخرين، وهذا خطأ كبير وفادح بالنسبة للحضارة البشريّة. هذا على المستوى النظري.
[الفرق على مستوى التطبيق:]
وأمّا على المستوى التطبيقي، بطبيعة الحال، التطبيق للنظريّة الإسلاميّة لو كان سائراً في الخطّ الصالح مئة بالمئة لوجدنا الفارق على مستوى التطبيق بقدر الفارق على المستوى النظري، ولما طرح هذا السؤال، حيث إنّه لو كانت هكذا لما بقي هذا السائل يعيش إطاره الفكري الذي تحدّثتم عنه، ولكنّ التطبيق بالنسبة للنظريّة الإسلاميّة انحرف انحرافاً كبيراً جدّاً، لكن بالرغم من هذا الانحراف، وبالرغم من أنّ هذا التطبيق كان يعيش في ظلمات ما يسمّى عهد النهضة وعصر الانفتاح والتجديد والحرّيّة وحقّ الإنسان في الحياة والتعبير عن الإرادة، بالرغم من أ نّه كان يعيش قبل أن يعرف إنسان هذه الأرض كلّ هذه المفاهيم، نرى أنّ هناك فارقاً كبيراً في التطبيق، في هذا التطبيق الذي مارسه أعداء الرسالة الإسلاميّة من الداخل أي: الذين استلموا الإطار الداخلي للرسالة ومارسوا التطبيق لهذه النظريّة، بالرغم من هذا كان هناك فارق في التطبيق، عندما نلحظ الحياة الإسلاميّة وحياة المسلمين في البلاد المفتوحة إسلاميّاً ونلحظ مآسي الاستعمار وفضائح الاستعمار، هذه الفضائح التي كانت بعدما سمّي بعصر النهضة، وبعد النداء بالحرّيّة وحقوق الإنسان بعد كلّ هذا عندما نقارن بين التطبيق هنا