مفهوم تاريخي للإنسانيّة- في ضوء الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام[1]
«كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ وَ أَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَ مَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَ اللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ»[2].
وفي الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام حين سأله سائل عن البشر: «أَفَضُلّالًا كانوا قبل النبيّين أم على هدى؟ فأجاب عليه السلام: لم يكونوا على هدى، كانوا على فطرة اللَّه التي فطرهم عليها لا تبديل لخلق اللَّه ولم يكونوا ليهتدوا حتّى يهديهم اللَّه. أما تسمع بقول إبراهيم لئن لم يهدني ربّي لأكوننّ من الضالّين»[3].
إنّ لهذه الآية الكريمة معطيات علميّة كثيرة في الحقل التاريخي، وكلّما تعمّق الباحث الإسلامي في دراستها انتهى إلى مفاهيم ثريّة يستطيع في مفهومها أن يحدّد نظرة الإسلام إلى المجتمع والتاريخ وإلى الأديان والنبوّات. ولا نريد في
[1] نشر في مجلّة( الأضواء)، السنة الاولى، العدد( 20- 21)، باسم( باحث)
[2] البقرة: 213
[3] تفسير العيّاشي 1: 104