عناصر ثلاثة مترابطة، لأنّ الهدف هو الذي يحدّد نوعيّة المحتوى التشريعي والواضع هو الذي يحدّد الهدف.
وعلى هذا الأساس فنحن حين ندرس خصائص النظام الإسلامي ومزاياه بوصفه نظاماً دينيّاً يجب أن ندرسها من خلال هذه العناصر وترابطها ونوعيّة تأثير كلّ واحد منها على الآخر.
ويمكننا أن نلخّص أهمّ خصائص النظام الإسلامي في ما يلي:
أوّلًا- استيعاب المشرّع لكلّ الخبرات:
استيعاب المشرّع الواضع للنظام لكلّ الخبرات اللازمة لعمليّة التنظيم الاجتماعي: لأنّ الواضع هنا هو اللَّه، بينما الواضع للأنظمة الاجتماعيّة الاخرى هو الإنسان. وعلم اللَّه تعالى بالإنسانيّة وحاجاتها ومنافعها وأضرارها وكلّ أبعادها علم محيط مستوعب لا يغادر كبيرة ولا صغيرة إلّاأحصاها، وعلم الإنسان في مجال التنظيم الاجتماعي يقوم على أساس الخبرة والتجربة، وهي وسيلة محدودة في نطاقها معرّضة للخطأ في أكثر الأحايين، عاجزة عن استيعاب كلّ الأوجه المتعدّدة للمسألة الاجتماعيّة الواحدة.
وقد يدافع أنصار النظام البشري عن قدرة الإنسان على التنظيم الاجتماعي ويحاولون إثبات أنّ الخبرة الإنسانيّة كافية وحدها لتحمّل الإنسان مسؤوليّة التنظيم واكتشاف النظام الاجتماعي الأصلح دون حاجة إلى نظام إلهي، ويقرّرون بهذا الصدد عادة أنّ قدرة الإنسان على إدراك النظام الأصلح واكتشاف متطلّبات التنظيم الاجتماعي تنمو عنده من خلال التجارب الاجتماعيّة التي يعيشها، فيحنما يطبّق الإنسان الاجتماعي نظاماً معيّناً ويجسّده في حياته، يستطيع أن يلاحظ من خلال تجربته لذلك النظام الأخطاء ونقاط الضعف المستترة فيه، والتي