الأساس رقم (11) موقف الدعوة والدولة من النفوذ الكافر
نعتبر الدولة الغازية لوطن المسلمين بجميع صورها وطرق استعمارها ونفوذها دولة محاربة للإسلام، ويجاهد أنصار الإسلام قبل إقامة الدولة الإسلاميّة إلى جنب الحكومات القائمة في بلاد المسلمين لتقويض دعائم الكافر المستعمر ونفوذه، كما يجاهدون لعين الهدف في بلاد المسلمين، وإن كانت تتبنّى أحكام الكفر أيضاً وتتعارض بذلك مع الهدف الأوّل للدعاة، وهو إزاحة أحكام الكفر وتطبيق أحكام الإسلام، إلّاأ نّها من الممكن أن تلتقي مع الدعاة في الهدف الثاني، وهو إزاحة سيطرة الكافر. وفي ظروف الالتقاء هذه يجاهد الدعاة إلى جنبها، مراعين في مدى تعاونهم مع تلك الحكومات في هذا السبيل طابعهم الإسلامي الخاصّ ومصلحتهم بوصفهم منضمّين لدعوة إسلاميّة مخلصة.
أمّا عند قيام الدولة الإسلاميّة وبعده، فإنّ المقياس العامّ في سياسة الدولة الخارجيّة يقضي بمقاطعة الدولة الكافرة الغازية لبلاد المسلمين، ويراعى في هذه المقاطعات إمكانيّة الدولة الإسلاميّة وظروفها، ويمكن أن يتمّ ذلك [عن] طريق خطّة تدريجيّة تضعها الدولة لتحقيق ذلك. كما أنّ مسؤوليّة الدولة في الجهاد لرفع النفوذ الكافر لا تقف عند الوطن الإسلامي الذي يسكنه المسلمون فعلًا، بل يشمل الأرض التي فتحها المسلمون وكانت عامرة عند الفتح، ثمّ انتزعها الكافر مرّة اخرى من يدهم، فإنّها تعتبر أرضاً مغصوبة ووطناً إسلاميّاً سليباً، ولو لم يبقَ على ظهرها مسلم واحد، ومن حقّ الامّة المالكة استرجاعها، وإن لم يجرِ عليها فعلًا أحكام دار الإسلام المقرّرة في الفقه، كما هو الحال في الأندلس وفلسطين وأجزاء اخرى من أراضي المسلمين.