الجانب الاقتصادي من النظام الإسلامي[1]
1- تمهيد:
حين ندرس الاقتصاد الإسلامي بوصفه جزءاً من النظام الاجتماعي للإسلام، يجب أن نحدّد ماذا نعني بالاقتصاد الإسلامي، فهناك المذاهب الاقتصاديّة وهناك علم الاقتصاد.
إنّنا نريد بالاقتصاد الإسلامي المذهب الاقتصادي لا علم الاقتصاد. ولكي نستوعب ذلك، لا بدّ لنا أن نميّز بين المذهب والعلم.
فالمذهب الاقتصادي هو عبارة عن إيجاد طريقة لتنظيم الحياة الاقتصاديّة تتّفق مع وجهة نظر معيّنة عن العدالة، وعلم الاقتصاد عبارة عن تصوير وتفسير لحركة الأحداث في الحياة الاقتصاديّة على ضوء الملاحظة والخبرة، فهو يمارس عمليّة الاكتشاف لما يقع في الحياة الاقتصاديّة من ظواهر اجتماعيّة وطبيعيّة، ويتحدّث عن أسبابها وروابطها، بينما يقيم المذهب الاقتصادي الحياة الاقتصاديّة ويحدّد كيف ينبغي أن تكون وفقاً لتصوّراته عن العدالة.
العلم يتحدّث عمّا هو كائن وأسباب تكوّنه، والمذهب يتحدّث عمّا ينبغي أن يكون وما لا ينبغي أن يكون.
[1] نشر في مجلّة( رسالة الإسلام)، السنة الرابعة 1970 م، العدد( 1- 2)، باسم( كاتب إسلامي كبير)