المشكلة التي تحلّ على هذا الضوء:
وبالرغم من أ نّي أتحدّث الآن عن الفهم الاجتماعي للنصّ بتحفّظ فإنّي اؤمن أنّ القاعدة التي وضعها شيخنا الحجّة المحقّق «مغنية» لهذا الفهم الاجتماعي تحلّ مشكلة كبيرة في الفقه، وهذه المشكلة هي: أنّ كثيراً من الأحكام بيّنت عن طريق الجواب على أسئلة الرواة ولم تبيّن بصورة ابتدائيّة وبلغة تقنينيّة، والرواة إنّما يسألون في الغالب عن الحالات الخاصّة التي يحتاجون إلى معرفة حكمها، فيجيء الجواب وفقاً لحدود السؤال مبيّناً للحكم في الحالة المسؤول عنها، فإذا اقتصرنا في استنباط الحكم من النصّ على الفهم اللغوي فحسب، كان معنى ذلك أن نجعل تلك الأحكام في أكثر الأحيان وقفاً على الحالات الخاصّة التي مني بها السائل في حياته العمليّة وأبرزها في سؤاله، مع أ نّنا قد نكون واثقين بأنّ بيان الأحكام على تلك الحالات الخاصّة لم يكن في جميع الموارد نتيجة لاختصاصها بها، وإنّما نشأ عن اختصاص السؤال بتلك الحالات، وأمّا إذا فهمنا النصّ فهماً اجتماعيّاً فسوف نكون أقرب إلى واقع الحدود المحتملة لتلك الأحكام.