ونخلص من ذلك إلى أنّ الإنسانيّة مرّت في فجر حياتها الاجتماعيّة بدور المجتمع الفطري القائم على أساس الفطرة وهدايتها. وخلال تجربتها الاجتماعيّة هذه تكامل وعيها ونمت خبرتها، فأصبحت الفطرة عاجزة عن ضمان الكيان الاجتماعي والحفاظ عليه، بل عادت سبباً لتصديعه وخلق ألوان الصراع هنا وهناك، وعند ذلك انتقلت الإنسانيّة من دور المجتمع الفطري إلى دور المجتمع الموجّه الذي يقوده الأنبياء عليهم السلام.