الاخرى المسبّبة عن ذلك، والتي بإمكانها أن لا تتأثّر بتطوّر تلك العلاقات.
وجوهر الخلاف في القضيّة أنّ كلّ إنسانيّات الإنسان- بما فيها من قيم خلقيّة وعلاقات ومبادئ- هي منبثقة في رأي الماركسيّة من طريقة الإنتاج وعلاقة الإنسان بالطبيعة، وما دامت هذه النظريّة متطوّرة باستمرار، فكذلك مشتقّاتها، بينما يؤمن الدين بأنّ الحسّ الخلقي المشترك للإنسان نابعٌ من وجدانه الثابت، وكما توجد أحاسيس فنّيّة للجمال لا يختلف فيها حامل الفأس عن قاذف الصواريخ، كذلك توجد أحاسيس خلقيّة.
رابعاً: ويسترسل النجّار في الحديث عن التعارض بين الإلهيّة والمادّيّة، فينقل عن «فلسفتنا»[1] أنّ التعارض بينهما تعارض الإثبات والنفي، وتقع على المادّيّة مسؤوليّة التدليل على النفي الذي تدّعيه كما تقع على الإلهيّة مسؤوليّة التدليل على الإثبات.
ويعلّق النجّار بهذا الصدد بأنّ المادّيّة ملزمة بإثبات النفي من خلال الممارسة، أي من خلال كشفها للواقع الموضوعي، نظير أنّ إثبات وجود الأوكسجين والهيدروجين فقط في الماء من خلال التجربة، والإحساس دليلٌ قاطعٌ على عدم وجود عنصر الكاربون فيه[2].
إنّه يريد أن يقول: كما ننفي وجود الكاربون في الماء من اكتشاف اشتمال الماء على الأوكسجين والهيدروجين وعدم إبراز التجربة لشيء آخر، وهو ما عبّر عنه بكلمة «فقط»، كذلك ننفي وجود اللَّه تعالى عن طريق إبراز التجربة لوجود وسائل الإنتاج والصراع الطبقي وعدم إبرازها لوجود اللَّه.
[1] فلسفتنا: 237- 238
[2] مجلّة الثقافة: 46