الأوّلي حتّى يتبنّى المادّيّة وينهي الصراع القائم»[1].
وهنا نسأل النجّار: ماذا يريد بالشعور في صيغة السؤال المطروح؟ هل هو الشعور والعلم البشري أو أيّ علم على الإطلاق؟
فإذا أراد العلم البشري، كان جواب الصدر والفلسفة الإلهيّة على ذلك أنّ المادّة قبل الشعور، وهذا واضح في تأكيد كتاب «فلسفتنا» على تطبيق الحركة الجوهريّة على الإنسان.
وإن أراد العلم على الإطلاق، فالشعور قبل المادّة متمثّلًا في السبب الأعمق الذي كشفته دلائل القصد والتدبير في خلقه.
وهذا يوضح أنّ السؤال «من المعطى الأوّلي؟ هل الشعور أو المادّة؟» لكي يحدّد نقطة الخلاف بين الإلهيّة والمادّيّة. يجب أن يقصد بالشعور العلم على الإطلاق، هذا الزعم الذي لا يمكن للمادّي إثباته تجريبيّاً بأيّ شكل من الأشكال. ولكي يكون الإنسان إلهيّاً، يجب أن يقول إنّ علماً ما قد سبق المادّة، الأمر الذي يمكنه أن يدلّ عليه بدلائل القصد والتدبير في الخلق.
ثالثاً: ويحاول النجّار أن يبرز بعض أوجه الفرق بين المنهج العلمي للفلسفة المادّيّة الماركسيّة والمنهج الديني للفلسفة الإلهيّة، فيذهب إلى القول إنّ المنهج العلمي يؤمن بالتطوّر، وأمّا المنهج الديني فيؤمن بوصايا وأخلاق مطلقة وثابتة على الدوام[2].
وهذه النقطة عولجت في كتاب «اقتصادنا» بكلّ تفصيل، إذ وضع الكاتب تمييزاً محدّداً بين المجالات التي تربط علاقات الإنسان بالطبيعة والمجالات
[1] مجلّة الثقافة: 43- 44
[2] مجلّة الثقافة: 45