أن تخرج إلى مسجد أبيها، وخطبت تلك الخطبة العظيمة التي لا يقدر عليها إلّا كبار العلماء .. كانت البلاغة والفصاحة والحكمة تتدفّق من كلماتها كما يتدفّق السيل من البحر، وكم كان عمرها؟! كان عمرها الشريف أقلّ من عشرين سنة، لكنّها علّمت العلماء، ولكنّها علّمت الحكماء، ولكنّها ضربت المثل الأعلى الذي لم تصل إليه حتّى الآن المرأة الأوروبيّة.
هذه فاطمة الزهراء التي استطاعت أن تثبت في تاريخ الإسلام أنّ العلم يجتمع مع الدين، وأنّ الثقافة الحقيقيّة توأم مع الإيمان باللَّه، ومع التمسّك بالإسلام، ومع التمسّك بالحجاب، ومع التمسّك بشعائر الدين.
أنتنّ حملة رسالة فاطمة الزهراء ..
أنتنّ مَن سوف يعرفُ العالم عن طريقكنّ أنّ العلم يجب أن يكون إلى جانب الإيمان، وأ نّه ليس من العلم في شيء السفورُ، وليس من الثقافة في شيء الاختلاط والتحلّل، وأنّ المرأة يمكن أن تصل إلى أعلى مدارج الكمال والتقى والرقيّ في كلّ الميادين، من دون أن تتنازل عن قيمة من قيمها الإسلاميّة، وعن شيء من تراثها، ومن رسالة ربّها، ربّ العالمين.
الأوروبيّون حاولوا أن يفهّموكم خلاف ذلك، وأنتم أفهموا العالم كلّه أ نّهم على خطأ، وأ نّكم على حقّ.
ونسأل اللَّه أن يقبلكم جميعاً إن شاء اللَّه ويرعاكم بعينه.