منذ دخل المستعمرون عالمنا الإسلامي قبل ستّين سنة أرادوا أن يقنعوا شبابنا وشابّاتنا بأنّ الثقافة عبارة عن لون من المجون، عبارة عن ألوان السفور والاختلاط .. عبارة عن السعي وراء الشهوات والنزوات، عبارة عن […] والتحلّل، عبارة عن الابتعاد عن المسجد، وعن الإسلام، وعن المرجع، وعن الصلاة ..
قالوا لشبابنا وشابّاتنا بأنّ الإنسان التقدّمي، والإنسانة التقدّميّة المثقّفة هي من تقطع صلتها بهذه الامور، ومن تنغمس إلى رأسها في الشهوات والملذّات ..
هكذا أراد المستعمرون منذ ستّين سنة أن [يحقنوا] في نفوس بناتنا الطاهرات، وفي نفوس شبابنا الزاكين هذا المفهوم الخاطئ عن التقدّميّة والثقافة.
أنتم، أنتم! أنتنّ يا بنات الزهراء يقع عليكنّ مسؤوليّة أن تعرّفوا العالم أنّ الثقافة والعلم الحقيقي يحمل مع الإيمان، يحمل مع الدين، يحمل مع رسالة السماء كما حملتها فاطمة الزهراء امّكُنَّ العظيمة ..
فاطمة الزهراء كانت مثلًا أعلى في الإسلام، في الجهاد من أجل الإسلام .. في الصبر على محن الإسلام .. كانت مع أبيها في كلّ شدائده، في كلّ محنه .. كانت تخرج معه في الحروب، كانت تواسي جروحه، كانت تلملم محنه، كانت دائماً إلى جنبه، كان يستمدّ منها سلوة في لحظات العسر، كان يستمدّ منها طاقة في لحظات صعبة جدّاً، كانت امرأة مسلمة مجاهدة بكلّ معنى.
هذا من جانب، من جانب آخر: إنّ فاطمة الزهراء كانت المرأة العالمة، كانت المثل الأعلى في العلم والثقافة، لكن لا هذه الثقافة التي أرادها المستعمرون لنا، لا ثقافة المجون والسفور، لا ثقافة الاختلاط والتميّع، لا ثقافة التحلّل، وإنّما الثقافة الحقيقيّة.
اندلعت فاطمة الزهراء، انطلقت إلى مسجد أبيها حينما اقتضى منها الواجب