مستبطنة في فكرة اللَّه بالذات، وحيث إنّها مستبطنة في فكرة اللَّه بالذات فأيّ رسالة تفترض فكرة اللَّه بالذات هي تفترض قيمومة اللَّه أيضاً باعتبارها مستبطنة فيها.
فالإسلام يعبّر عن رسالة، هذه الرسالة تدّعي أنّ هناك خالقاً مدبّراً قيّماً، وأنّ هذه الرسالة هي مظهر قيمومة اللَّه تعالى على الإنسان، وهذا الإنسان الذي يحمل هذه الرسالة ليس بحسب منطق هذه الرسالة إلّاأداة تنفيذ، وفي هذه اللحظة التي تقتضي هذه الرسالة أن يحملها شخص آخر غير هذا، أو أن يتبادل مع شخص آخر دخل في الإسلام على يده فلا بدّ أن يحصل تبادل المراكز في حمل هذه الرسالة.
فالقيمومة هنا في الواقع ليست قيمومة إنسان على إنسان، وإنّما هي قيمومة الرسالة النازلة من السماء، هي: قيمومة اللَّه تعالى.
والإنسان هو أداة لتنفيذ هذه القيمومة، هو مظهر لتنفيذ هذه القيمومة، وبإمكان هذه الرسالة أن تصطنع دائماً مظهراً آخر جديداً، إن اقتضت مصلحتها ذلك. ونحن لا نتوقّع من غير المسلمين أن يؤمنوا بهذا التصوّر. لكنّنا نريد أن نشرح وجهة النظر الإسلاميّة. يعني: نريد أن نبيّن انسجام الإسلام مع قاعدته الفكريّة حينما اتّخذ موقفه من الشعوب الاخرى.
النقاش مع القاعدة الفكريّة معقول، وهنا باب النقاش مفتوح، هل أنّ فكرة اللَّه صحيحة أو خاطئة؟ هل إنّ فكرة القيمومة صحيحة؟ هذا نقاش مفتوح على مصراعيه، ولكنّنا لسنا الآن بصدد ذلك، وإنّما بصدد شرح وجهة نظر الإسلام في المشكلة المطروحة.
الإسلام بحسب موقفه منسجمٌ مع قاعدته الفكريّة التي يؤمن بصحّتها، سواء آمنتَ بصحّتها أو ناقشتها، هو مؤمن بهذه القاعدة الفكريّة، وهذه القاعدة الفكريّة