عمر بن أبان الكلبي[1]، كما في هذا الحديث.
لكنّ كلامه ليس حجّةً علينا؛ لأنّه إخبار عن اجتهاد وحدس لا عن حسّ.
نعم، لو كان شهد بذلك مثل النجاشي والكشّي القريب عصرهما من عصر الرواة- بحيث يحتمل في حقّهما الإخبار عن حسّ- كان ذلك حجّة، كما حقّقناه في بحث حجّيّة خبر الواحد في علم الاصول[2].
وبالجملة: لا بدّ لاستعلام حال سند هذا الحديث من التتبّع التامّ حتّى نتثبّت من تمييز نقل عمر بن أبان الكلبي وعدمه، وطريق ذلك أن نفتّش عن الأخبار الواردة في الفقه عن ضريس الكناسي: فإن ثبت أنّ عمر بن أبان الكلبي تلميذٌ مثلًا لضريس بن عبدالملك، وأ نّه كثيراً ما ينقل عنه بعنوان ابن عبد الملك- بحيث إذا عبّر في مورد بضريس الكناسي ولم يعبّر بابن عبد الملك حصل الاطمئنان بأ نّه ابن عبد الملك- كان سند هذا الحديث صحيحاً، وإلّا فلا.
والظاهر أنّ عمر بن أبان الكلبي لم ينقل عن ضريس إلّاروايتين:
إحداهما: هذا الحديث[3]، والاخرى: لستُ أدري هل عبّر عنه فيها بالكناسي أم لا![4]
[1] هداية المحدّثين إلى طريقة المحمّدين: 85؛ منتهى المقال في أحوال الرجال 4: 38
[2] انظر نظريّة الشهيد الصدر قدس سره في الخبر الحسّي والحدسي في: مباحث الاصول ق 2، ج 2: 595- 598
[3] وقد ورد هذا الحديث في( التهذيب) عن أبان عن ضريس الكناسي( التهذيب 4: 136، الحديث 5)، وفي( الاستبصار) عن أبان عن الحلبي عن ضريس الكناسي( الاستبصار 2: 57، الحديث 2)، ويبدو أنّ« الحلبي» إضافة
[4] الرواية الاخرى وردت عن أبان عن ضريس عن أبي عبد اللَّه عليه السلام( كمال الدين وتمام النعمة: 231، الحديث 34)، وقد وصف فيها ضريس ب« الكناسي»