الزمان السابق بطيب المولد لا يدلّ على ثبوته في الزمان اللاحق، لكنّ تعليله في الزمان اللاحق به يدلّ على ثبوته في الزمان السابق.
وإن كان يمكن النقاش في ذلك في خصوص هذا الحديث؛ لكون التحليل وارداً عن الإمام الغائب الذي يتعذّر أو يتعسّر الوصول إلى خدمته وإعطاء حقّه، فحلّله ليطيب مولد الشيعة، فلا يدلّ ذلك على التحليل في زمان الحضور الذي يسهل فيه الوصول إلى خدمة الإمام عليه السلام.
هذا كلّه في أخبار التحليل.
وقفات نقديّة مع أخبار عدم التحليل:
أمّا أخبار عدم التحليل فهي كثيرة، وقد ذكر صاحب (الوسائل) رحمه الله جملةً منها في الباب الثالث من أبواب الأنفال، وهو باب وجوب إيصال حصّة الإمام عليه السلام إليه.
والحديث الأوّل منها معتبر سنداً[1]، لكنّه غير دالّ على المقصود؛ لوروده في الوقف الذي كان له عليه السلام، ولا ملازمة بين عدم تحليله وبين عدم تحليل الخمس.
أمّا باقي أخبار ذلك الباب فضعيفة السند بأجمعها، وإن كان كلّها أو بعضها دالّاً على المدّعى، فراجع[2].
كما ذكر رحمه الله جملةً من أخبار عدم التحليل في أبواب متفرّقة، وهذه الأخبار هي:
[1] وسائل الشيعة 9: 537، الباب 3 من أبواب الأنفال، الحديث 1
[2] وسائل الشيعة إلى تحصيل أحكام الشريعة 9: 538- 542، الأحاديث 2- 11