والأخبار؛ فإنّ المحصّل من المعتبر منها أوضح من عباراتهم»[1].
والإنصاف أنّ الأمر كما ذكر صاحب (الجواهر) رحمه الله من أنّ الأخبار في هذه المسألة أوضح، واستنباط الحكم منها أسهل من هذه الكلمات المجملة الصادرة من الأصحاب (رضوان اللَّه عليهم).
وقد كان المقصود من ذكرنا لهذا المقدار تشريح الأذهان والتبرّك بكلماتهم. ولنقطع النظر عن كلماتهم، ولنتكلّم على وفق ما يستفاد من الأخبار، وكلامنا حاليّاً في الجهة الاولى، فنقول ومن اللَّه التوفيق:
تعيين المحلَّل في أخبار التحليل:
إنّ أخبار التحليل بعضها معتبر سنداً، وبعضها غير معتبر، والمعتبر منها ستُّ روايات ذكرها صاحب (الوسائل) رحمه الله في الباب الرابع من أبواب الأنفال، وهي:
1- حديث الفضلاء الثلاثة- أبي بصير وزرارة ومحمّد بن مسلم- كلّهم عن أبي جعفر عليه السلام قال: «قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: هلك الناس في بطونهم وفروجهم؛ لأنّهم لم يؤدّوا إلينا حقّنا، ألا وإنّ شيعتنا من ذلك وآباءهم في حلّ»[2].
2- حديث علي بن مهزيار، قال: «قرأت في كتاب لأبي جعفر عليه السلام من رجل يسأله أن يجعله في حلٍّ من مأكله ومشربه من الخمس، فكتب بخطّه: من
[1] جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام 16: 152
[2] وسائل الشيعة 9: 543، الباب 4 من أبواب الأنفال، الحديث 1