مؤذّن بني عيس[1]، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «قلت له: «وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ»[2]، قال: هي واللَّه الإفادة يوماً بيوم، إلّاأنّ أبي جعل شيعتنا من ذلك في حلّ؛ ليزكوا»[3].
وهنا- بقطع النظر عن أنّ قوله: «ليزكوا» (بناءً على ظهوره في طيب الولادة، ولو بقرينة غيره من الأخبار) قرينةٌ على الاختصاص بالمناكح- نقول:
إنّه تحليلٌ شخصيٌّ من قبل الإمام الباقر عليه السلام، وغاية ما هناك دعوى دلالة نقل الإمام الصادق عليه السلام على إمضائه من جانبه فقط.
ونحو هذا الحديث خبر النصري عن أبي جعفر عليه السلام، وفيه قوله عليه السلام: «إنّ لنا الخمس في كتاب اللَّه، ولنا الأنفال، ولنا صفو المال[4] …- إلى أن قال- اللهمّ إنّا قد أحللنا ذلك لشيعتنا ..»[5].
فقوله: «إنّا قد أحللنا» تحليلٌ شخصي؛ لأنّه ظاهرٌ في الإنشاء، كأ نّه ينشئ بين يَدَي اللَّه حتّى يكون آكد وأوثق مثلًا، وليس إخباراً للَّه تعالى الذي هو أعلم من الإمام. وغاية ما هناك دعوى الإجمال والتردّد بين الخبر والإنشاء، وهو يكفينا.
الطائفة الرابعة: ما ورد في مطلق الحقّ، وهو خبر يونس [بن ظبيان] أو المعلّى [بن خنيس]، وفيه: «إنّ اللَّه بعث جبرئيل وأمره أن يخرق بإبهامه
[1] في( الكافي):« ابن عيسى»، وفي( التهذيب) و( الاستبصار) و( رجال الطوسي):« بني عبس»
[2] الأنفال: 41
[3] وسائل الشيعة 9: 546، الباب 4 من أبواب الأنفال، الحديث 8
[4] في( التهذيب):« الأموال»
[5] وسائل الشيعة 9: 549، الباب 4 من أبواب الأنفال، الحديث 14