«أنت في حلٍّ من العين الكذائيّة» إلّابتأويل، وإرادته فيه أو إرادة الاستحقاق من كلمة (ذلك)- الراجعة إلى الحقّ- من قبيل الاستخدام المذكور في فنّ البيان خلاف الظاهر.
وهذا بخلاف ما لو قال: «ذلك حلال للشيعة»؛ فإنّه لا يصحّ حينئذٍ إرجاع (ذلك) إلى عدم أداء العامّة، ولا معنى لأن يقال: إنّ عدم أداء العامّة حلال للشيعة.
ويمكن أن يقال[1]: إنّ قوله: «وآباءهم» قرينة على الاختصاص بالمناكح.
لكنّ كلمة (وآباءهم) إنّما هي في النسخة التي رواها الشيخ بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن العبّاس بن معروف، عن حمّاد بن عيسى، [عن حريز بن عبد اللَّه]، عن الفضلاء الثلاثة[2]، بينما رواها الصدوق رحمه الله في (العلل)[3] عن محمّد بن الحسن، عن [محمّد بن الحسن] الصفّار، عن العبّاس بن معروف، لكن ذكر مكان كلمة (وآباءهم) كلمة (وأبناءهم)، فعلى هذه النسخة تبطل القرينة؛ لأنّ ابن الشيعي ليس كأبيه؛ وذلك لإمكان أن يقال: إنّ المراد من ابن الشيعي الذي ليس شيعيّاً ليس الابن الذي قد كبر واختار مذهب العامّة؛ فإنّه داخلٌ في الناس الذين مضى أ نّهم هالكون، بل المراد أطفال الشيعة، ومن المعلوم أنّ طفل الشيعي- بما هو كذلك- يستحقّ الكرامة، لذا حكم عليه السلام
[1] ذكر الشهيد الصدر قدس سره هذا الكلام في موضعٍ لاحقٍ استدراكاً على البحث وقبل الاستدراك السابق، وقد أخّرناه لتأخّر كلمة( وآباءهم) عن كلمة( ذلك) في متن صحيح الفضلاء
[2] تهذيب الأحكام 4: 137، الحديث 8؛ الاستبصار 2: 58، الحديث 5
[3] علل الشرائع 2: 377، الحديث 2