الأخلاقي بعيدٌ عن ظاهر الكلام.
نعم، يمكن الخدش في ما ذكرناه من الاستظهار من كلمة (وآباءهم) أنّ هذا الحديث رواه الصدوق بسند صحيح، وفيه: «وأبناءهم»[1]. وهذا الاستظهار لا يتأتّى بالنسبة إلى ذلك، إلّاإذا قلنا- انطلاقاً من حديثٍ ببالي أ نّه صحيح السند[2]– بأنّ أَمَة [الابن] حلالٌ للأب، فإذا كان الأب شيعيّاً وحلّلت الأمَة للابن الذي ليس شيعيّاً- ولو على نحو العدم والملكة؛ بأنْ يكون طفلًا ولا يصدق عليه الشيعي- انتفع الأب الشيعي بهذا التحليل.
وكيف كان، فظهور كلمة (وآباءهم) في الاختصاص بالمناكح- من جهة أنّ ظاهر السياق وحدة ما حلّل لأب الشيعي ونفس الشيعي- معارضٌ بظهور آخر، وهو أنّ ظاهر السياق وحدة ما حلّل للشيعي مع ما هلك الناس لأجله.
ومع ذلك، فالإنصاف أ نّه لا بأس بالخدش بدلالة هذا الحديث اعتماداً على قرينيّة (وآباءهم)، ولو من جهة حصول الإجمال بتعارض الظهورين.
وعلى أيّة حال، فبعد تماميّة إطلاق الحديث وفرض كون كلمة (ذلك) إشارة إلى مطلق حقّهم، فليس هذا الحديث إلّاكلاماً مطلقاً قابلًا للتقييد، وهو مقيَّدٌ بما دلّ على عدم تحليل الخمس الذي سيأتي إن شاء اللَّه ذكره.
ويُمكن الاستدراك بالقول[3]:
إنّ كلمة (ذلك) الواردة فيه ليست إشارةً لمطلق حقّهم؛ إذ لو قال عليه السلام:
[1] علل الشرائع 2: 377، الحديث 2
[2] ورد هذا المعنى في عدّة روايات وقع في سند بعضها: سهل بن زياد المختلَف فيه، ومنها صحيح السند، كما في: تهذيب الأحكام 6: 343، الحديث 82
[3] ذكر الشهيد الصدر قدس سره هذا الكلام في موضعٍ لاحقٍ استدراكاً على البحث