امتداد للفلسفات السابقة[1].
وبهذا الصدد يذكر النجّار من جديد بأنّ السيّد الصدر لم يزعم في كتاب «فلسفتنا» أنّ كلّ ما يستعمله من أساليب البحث والإثبات إلهيّة نازلة من السماء، وإنّما المبادئ والأفكار العامّة مستمدّة من رسالة السماء، وأمّا طرق إثباتها، فهي إنسانيّة وشخصيّة وقد نقلنا سابقاً نصّاً من كتاب «فلسفتنا» يقرّر هذه الحقيقة[2].
ويلاحظ أنّ النجّار يمرّ على البحث الموسّع الذي قام به كتاب «فلسفتنا» لنقد الحركة الديالكتيكيّة ونقد قوانين الديالكتيك بشكل عامّ دون أيّ تعليق، مقتصراً على قوله:
«فإذا تركنا مناقشة الصدر ونقده لهذه القوانين إلى مجال آخر- حيث لا يسعنا هنا المجال-، فإنّنا ننتقل إلى مسألة يقول إنّها «تقرّر المرحلة الأخيرة من مراحل النزاع الفلسفي بين الإلهيّة والمادّيّة»[3]»[4].
سادساً: وأشعر وانا أقرأ ما كتبه النجّار عن هذه المرحلة الأخيرة من مراحل النزاع الفلسفي التي بحثها كتاب «فلسفتنا» بشيء من الألم لا أعرف كنهه بالضبط، هل هو الشعور بالشفقة! أو الشعور بالغبن حين أجد أنّ الأخ النجّار حاول أن يطمس بقصد أو بدون قصد كلّ معالم البحث الحقيقيّة التي تبدو في كتاب «فلسفتنا» فيما يخصّ هذه المرحلة، لأنّه لم يذكر شيئاً بهذا الصدد عن كتاب «فلسفتنا» سوى العلاقة بين النجّار والكرسي [و] أ نّه يطلق على النجّار
[1] مجلّة الثقافة: 46- 48
[2] انظر فلسفتنا: 62
[3] فلسفتنا: 368
[4] مجلّة الثقافة: 46- 48