لا يوجد جوهر للأشياء»[1].
هكذا يفترض النجّار أنّ انعدام الكشف البشري عن الواقع الموضوعي للأشياء يعني أ نّه لا أشياء أو لا جوهر للأشياء، ولا أدري كيف استساغ أن يقرّر ذلك ليخرج بنتيجة وهي أنّ السيّد الصدر مثالي باركلي … وهل أ نّا إذا لم نكشف الأشياء يعني ذلك أ نّه لا جوهر ولا واقع موضوعي لتلك الأشياء؟!!
سابعاً: ويفسّر النجّار تبعاً للينين الشيء في ذاته والظاهرة، بأنّ الأوّل يعبّر عن الشيء بمقدار ما لا نعرف، والظاهرة هو الشيء ذاته حينما نعرفه ويكون شيئاً لنا[2].
ويريد بذلك أن ينفي اعتراف الماركسيّة بأشياء في ذاتها لا يمكن للمعرفة أن تنفذ إليها؛ لأنّ كلّ شيء يتحوّل باستمرار إلى أشياء لنا بازدياد المعرفة، وكتاب «فلسفتنا» استعرض هذا التفسير الماركسي للشيء في ذاته والظاهرة وعلّق عليه، وحينما جاء النجّار ليعترض على التعليق، اكتفى بتكرار نفس التفسير الذي علّق عليه الكتاب[3].
وصفوة القول بهذا الصدد كما جاء في «فلسفتنا»: أنّ الشيء هل هو عبارة عن مجموعة الصفات والظواهر الممكن إدراكها حسّيّاً؟ أو هو المحور الذي تتوحّد في كيانه تلك المجموعة من الصفات والظواهر؟
فإن كان هو الأوّل، فلا يوجد بين الشيء في ذاته والظاهرة فرقٌ نوعيٌّ في مجال المعرفة البشريّة.
[1] مجلّة الثقافة: 39
[2] انظر حول مقولة لينين: فلسفتنا: 197
[3] مجلّة الثقافة: 39