بالسحاب هو المطر. [ف] المنطلق من زاوية المعرفة البشريّة هو التصوّرات والأحاسيس، وبها يستدلّ الإنسان على وجود الأشياء، وإن كانت الأشياء [هي] الأساس من زاوية موضوعيّة.
فالسيّد الصدر حين يخرج من التصوّريّة إلى الموضوعيّة بالمعرفة التصديقيّة يعني أنّ التصوّر هو الأساس والمنطلق من زاوية المعرفة كما أنّ المطر في المثال السابق كان هو الأساس والمنطلق لمعرفة السحاب، وهذا لا يعني إطلاقاً أنّ الأشياء نفسها مرتبطة بتصوّرات لها وموجودة ضمن هذه التصوّرات أو بسببها.
ويبقى سؤال واحد أساسيّ وهو: كيف يستدلّ العقل البشري على وجود الأشياء بصورة موضوعيّة عن طريق التصوّرات والأحاسيس؟! أي على أيّ أساس يذهب من هذه الأحاسيس إلى افتراض واقع موضوعيّ خارج نطاقها؟
وهذا السؤال هو الذي أهمل جوابه كتاب «فلسفتنا» مكتفياً بالقول إنّ الأشياء مستدلّ عليها عن طريق تلك الأحاسيس والتصوّرات.
أمّا ما هو نوع هذا الاستدلال ومضمونه المنطقي، فهذا ما تركه لكتاب «الاسس المنطقيّة للاستقراء» الذي قام لأوّل مرّة في تاريخ الفكر البشري المتطوّر بجواب حاسم على هذا السؤال.
سادساً: يسترسل النجّار في اتّهامه للمفكّر الإسلامي الكبير بالمثاليّة الباركليّة نتيجةً لعدم التمييز بين اعتبار الأحاسيس والتصوّرات منطلقاً من زاوية المعرفة، وبين اعتبارها منطلقاً من زاوية موضوعيّة فيقول:
«والأنكى من ذلك أ نّه يؤكّد بأنّ المعرفة التصديقيّة هي التي تكشف لنا موضوعيّة التصوّر ووجود واقع موضوعي للصورة التي توجد في ذهننا. يعني إذا لم توجد المعارف التصديقيّة الفطريّة، لا يوجد كشف عن الواقع الموضوعي، أي