القائد الأعظم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله الذين وضعوا للُامّة بذرتها البشريّة وحدّدوا لها الطريق وجسّدوا الفكرة وأناروا الدرب وزوّدوا الامّة برصيدها من المثل والتضحيات.
وإذا كانت الامّة تولد بمولد الفكرة الرساليّة ومولد القيادة التي تجسّد الفكرة، فمن الطبيعي أن تحتفل امّتنا الإسلاميّة العظيمة بيومٍ كهذا اليوم المبارك، لأنّ مولد الحسين وأبي الحسين يحمل معنىً من معاني مولد الامّة.
وإذا كان يوم المبعث هو يوم مولد الفكرة التي تمخضت عنها السماء متمثّلةً في رسالة الإسلام الكبرى، فإنّ أيّام الميلاد المباركة هي التي قدّمت للرسالة قادتها الميامين، وأكملت بذلك القاعدة الأساسيّة في وجود الامّة، فامتزجت الفكرة بالقيادة وأسفر ذلك عن امّة هي خيرُ امّة أخرجت للناس.
وهكذا نجد أنفسنا مشدودين إلى هذه الذكريات المباركة ومرتبطين بها ارتباط حياة، لأنّها ذكريات وجودنا الأكبر كامّة تحت الشمس تحمل لواء الإسلام ومشعل التوحيد وتحمي كلمة السماء على وجه الأرض.
فذكرى الحسين عليه السلام في مولده أو شهادته أو ملحمة حياته الكبرى ليست بالنسبة إلينا مجرّد استرجاع لماضٍ مجيد، وإنّما تعبّر عن جزءٍ من القاعدة التي يبتني عليها وجود الامّة، فالامّة إذ تحتفل بذكريات الحسين وعلي عليهما السلام أو بسائر ذكريات الإسلام، إنّما تؤكّد وجودها كامّة واعتنائها بكلّ المقوّمات الأساسيّة لهذا الوجود.
وعلى هذا الأساس ندرك أنّ كلّ محاولة لتعميق ربط الامّة بمصادر وجودها الرساليّة والقياديّة وشدّها إلى رسالتها الإسلاميّة الكبرى وقادتها الميامين هي في الحقيقة عملٌ في سبيل وجود الامّة بالذات. وكلّ محاولة