وبالرغم من أنّ دعاة الاشتراكيّة قد فشلوا في تقديم مضمون حقيقي جديد لهذه الاشتراكيّة عن طريق تأطيرها بالإطار العربي فإنّهم أكّدوا بموقفهم هذا تلك الحقيقة التي قلناها، وهي أنّ الامّة بحكم حسّاسيّتها الناتجة عن عصر الاستعمار لا يمكن بناء نهضتها الحديثة إلّاعلى أساس قاعدة أصيلة لا ترتبط في ذهن الامّة ببلاد المستعمرين أنفسهم، ولا توجد هذه القاعدة إلّافي الإسلام نفسه، فالإسلام كقاعدة للنهضة الجديدة، والنظام الإسلامي كصياغة لهذه النهضة هو الطريق الوحيد الذي يمكن للُامّة أن تتفتّح عليه، ولا تشمّ منه رائحة الخطر ولا تتبيّن فيه أصابع اولئك الذين داسوا كرامتها واستعمروها.