تاسعاً: ويصل النجّار إلى نقد «فلسفتنا» للحركة الديالكتيكيّة وتطبيقها على المعرفة الذي يؤدّي إلى أنّ المعرفة نسبيّة. ويعلّق على ذلك قائلًا:
«إنّ أنجلز يكتب في كتابه «آنتي دوهرنگ» حول الحقائق الأزليّة، بأنّ هناك حقائق مثل: «إنّ نابوليون قد مات في اليوم الخامس من أيار 1821».
وهذه الحقائق أزليّة، ومن الجنون الاعتقاد بخطئها، ولكن هل من الممكن تطبيق مثل هذه التفاهات على المعرفة الإنسانيّة؟
إنّ تطبيق مقياس تلك الحقائق على العلوم الطبيعيّة والتاريخيّة والاجتماعيّة لن يؤوب إلّابصيد قليل، فهل من الممكن اعتبار الاعتقاد السائد في فترة ماضية بأنّ الحركة هي حركة ميكانيكيّة فحسب- أي انتقال الجسم من مكان إلى آخر- حقيقة تشبه الحقائق الأبديّة، أو أ نّها خطأ أبدي؟! ليس هذا ولا ذاك ..
وتطوّرت الحركة بإضافات واكتشافات جديدة: ميكانيكيّة، فيزيائيّة، بيولوجيّة واجتماعيّة ..
إذن فمعارفنا لا يمكن أن تتمّ بدفعة واحدة»[1].
ونريد أن نلاحظ بهذا الصدد:
أوّلًا: ما دامت هناك حقائق أزليّة مهما كانت تافهة في رأي أنجلز، فهذا يعني استثناءً في الديالكتيك الذي قُدِّم بوصفه قانوناً عامّاً للطبيعة في كلّ ظواهرها. وإذا جاز أن نعتق معرفة بشريّة تافهة من قانون التناقض والتحوّل الديالكتيكي، فكيف يمكن للماركسيّة أن تبرهن على ضرورة التغيير في أ يّة فكرة اخرى.
ثانياً: أنّ الاعتقاد السائد في فترة ما بأنّ الحركة هي حركة ميكانيكيّة
[1] مجلّة الثقافة: 40