علمائها الأعلام أ نّها هي اللسان المعبّر عن مصالحكم أ يّها المسلمون، وأ نّها هي القوّة المستعدّة للتضحية في سبيل كرامتكم، وأ نّها هي الجهة التي لا تقبل أيّ مساومة من المساومات على حسابكم، فكلّ الناس يعرفون- حكومةً وشعباً- أنّ هذه الحوزة بمختلف قطّاعاتها العربيّة وغير العربيّة هي التي تزعّمت بقيادة علمائها الأعلام معركة الشعب العراقي الأبيّ ضدّ الغزاة الإنجليز حين دخل الاستعمار الكافر بلادنا بقوّة السلاح والنار، فقد زحف العلماء بقواعدهم الشعبيّة إلى خطّ النار للذبِّ عن أعدائها الغزاة المستعمرين. وكلُّ الناس يعرفون أنّ المستعمر الكافر حين واجه الثورة المسلّحة التي خاضها الشعب العراقي برعاية العلماء، حاول أن يدخل في مساومات مع العلماء لكي يعزلهم عن دورهم الحقيقي، بينما انهارت كثيرٌ من الجهات الاخرى أمام مساومات الاستعمار.
وقد كلّف الحوزة هذا الصمودُ ثمناً غالياً، إذ بدأ الاستعمار منذ وطأت قدمه هذه الأرض الطيّبة يفكّر في القضاء على الحوزة العلميّة وتفتيت وجودها. وكلّ الناس يعرفون موقف العلماء يوم وضع الاستعمار آنذاك المخطّط الرهيب بتشريع القوانين الكافرة التي استهدفت إبعاد الامّة تدريجيّاً عن أصالتها الفكريّة ودينها القويم، وإشاعة عوامل الفرقة والبغضاء في صفوفها، وإخماد معاني العزّة والكرامة والرفعة في نفوس أبنائها.
ثمّ تعاقبت الحكومات واحدة بعد الاخرى وهي تجري وفق هذا المخطّط بقصد أو بدون قصد في الأخذ بخناق الامّة وكبت حريّتها وإرادتها وإرهاقها بالقوانين الظالمة المرتجلة.
وكلّ الناس يعرفون من الذي كان يعبّر عن ظلاماتهم وبؤسهم، ويطالب بحقوقهم ومصالحهم منذ بدأ الناس يضطهدون في عقائدهم وفي أنفسهم، ويقاسون الظلم الاجتماعي والظلم الاقتصادي والظلم الطائفي والظلم العنصري ..