لاستخدامه في سبيل إيجاد التوازن بإغناء الفقراء ورفع مستوى معيشتهم.
والمفهوم من النصوص الإسلاميّة أنّ تشريع ملكيّة الدولة في المجتمع الإسلامي كان يستهدف خدمة التوازن الاجتماعي، واستخدام ما يدخل في نطاق ملكيّة الدولة في تحقيق هذا التوازن. وقد وضع الإسلام مصطلحاً خاصّاً لملكيّة الدولة وما يدخل في نطاقها من ثروات، وهو اسم الأنفال في العرف الإسلامي، وهو ما تملكه الدولة في المجتمع الإسلامي. قال اللَّه تعالى: «يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَ الرَّسُولِ»[1].
وقد تطلق كلمة الفيء للتعبير عن ملكيّة الدولة بدلًا عن كلمة الأنفال؛ فالفيء والأنفال يستخدمان في النصوص الإسلاميّة للتعبير عن معنى واحد؛ كما جاء في حديث محمّد بن مسلم عن الباقر عليه السلام أنّ الفيء والأنفال ما كان من أرض خربة أو بطون أودية، وقوم صولحوا أو أعطوا بأيديهم، وما كان من أرض خربة أو بطون أودية فهو كلّه من الفيء[2].
فالأنفال والفيء إذن تعبيران عن القطاع الذي تملكه الدولة أي منصب النبيّ والإمام.
وآية الفيء في القرآن الكريم تشرح دور الفيء في التشريع الإسلامي، والهدف الذي يجب أن يحقّقه. قال اللَّه تعالى: «ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ»[3].
[1] الأنفال: 1
[2] انظر: التهذيب 4: 134، الحديث 10، بالمعنى
[3] الحشر: 6