«وَ ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَ لا رِكابٍ»[1].
ب- أو تحليلٌ لخمس الغنيمة الذي اطلق عليه (الفيء) في قوله تعالى:
«ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى»[2].
ج- أو تحليلٌ لكليهما، بأن يكون المراد مطلق الفيء، حيث يقال لغةً: فاء فلان إلى الحقّ، أي رجع إليه[3]. واطلق الفيء على ما يؤخذ من الكفّار باعتبار أنّ ما كان في الأرض يكون لعباد اللَّه الصالحين مثلًا، فما اخذ منهم رجع إلى صاحبه.
لكنّ الإنصاف: أنّ ظاهر أمره عليه السلام لها بتحليل حصّتها من الفيء أ نّه عليه السلام أحلّ حصّته قبل ذلك.
لكن يمكن أن يقال: إنه تحليلٌ للمناكح فقط، بقرينة قوله عليه السلام: «آباء شيعتنا»، وبقرينة قوله: «ليطيبوا» بناءً على أنّ ظاهره- ولو بقرينة غيره- طيب الولادة.
هذا وقول أبي عبد اللَّه عليه السلام: «إنّا أحللنا امّهات شيعتنا ..» ظاهره- بقرينة الجمع- هو ثبوت التحليل من جانب مطلق الأئمّة عليهم السلام، لكنّه مختصّ بالمناكح من الفيء بالمعنى الأوّل أو الثاني أو كليهما، ولا يشمل المناكح من أرباح المكاسب، ولا إطلاق له؛ لكونه تفريعاً على الصدر الذي كان في الفيء.
ولو سلّمنا الإطلاق، فإنّما يدلّ على تحليل ما لو كانت نفس الأَمَة متعلّقة
[1] الحشر: 6
[2] الحشر: 7
[3] انظر: كتاب العين 8: 407؛ ترتيب جمهرة اللغة 3: 79؛ الصحاح 1: 63؛ لسان العرب 1: 125؛ المصباح المنير: 486؛ القاموس المحيط: 61