تمتلئ الأسواق الرأسماليّة بألوان من سلع الترف والكماليّات، بينما تفقد أحياناً الكمّية الكافية من السلع الضروريّة التي تستطيع أن تشبع الجميع إشباعاً كاملًا.
هذه هي الرأسماليّة في موقفها من الإنتاج، والطريقة التي تعتمد عليها في تحديد حركته.
الموقف الإسلامي:
وأمّا الإسلام فيمكن تلخيص موقفه في النقاط التالية:
1- يحتّم الإسلام على الإنتاج الاجتماعي أن يوفّر إشباع الحاجات الضروريّة لجميع أفراد المجتمع، بإنتاج كمّية من السلع القادرة على إشباع تلك الحاجات الحياتيّة بدرجة من الكفاية التي تسمح لكلّ فرد بتناول حاجته الضروريّة منها. وما لم يتوفّر مستوى الكفاية والحدّ الأدنى من السلع الضروريّة لا يجوز توجيه الطاقات القادرة على توفير ذلك إلى حقل آخر من حقول الإنتاج. فالحاجة نفسها ذات دور إيجابي في حركة الإنتاج، بقطع النظر عن القدرة الاقتصاديّة لهذه الحاجة ورصيدها النقدي.
2- كما يحتّم الإسلام أيضاً على الإنتاج الاجتماعي أن لا يؤدّي إلى الإسراف؛ لأنّ الإسراف محرّم في الشريعة[1]، سواءً حصل بتصرّف شخصي من الفرد أو بتصرّف عامّ من المجتمع خلال حركة الإنتاج، فكما يحرّم على الفرد أن يستعمل العطور الثمينة في غسل ساحة داره؛ لأنّه إسراف كذلك يحرم على المجتمع أو على منتجي العطور- بتعبير آخر- أن ينتجوا من العطور كمّية تزيد على حاجة المجتمع وقدرته الاستهلاكيّة والتجاريّة؛ لأنّ إنتاج الفائض لون من
[1] وسائل الشيعة 15: 329- 330، الباب 46 من أبواب جهاد النفس، الحديث 33 و 36