تفسيراً ميكانيكياً، وإن لم تسمح لنفسها بالاعتراف بهذا الفشل. فلقد كتب أنجلز يقول:
«كان في إمكان المجتمعات البدائية القديمة التي ذكرناها آنفاً أن تظلّ باقية في الوجود لعدّة آلاف من السنين، كما هي الحال في الهند وبين السلافيين إلى يومنا هذا قبل أن يؤدّي تعاملها مع العالم الخارجي، إلى أن تنشأ في أوساطها اللامساواة في الملكية التي ينجم عنها شروع هذه المجتمعات في التفكّك»[1].
ب- تزييف الديالكتيك التأريخي:
ومن الضروري أن نشير بهذا الصدد إلى رأينا في الطريقة الديالكتيكية والسببية بمعناها الديالكتيكي، وهو: أنّ هذه السببية القائمة على أساس التناقض (الاطروحة، والطباق، والتركيب) لا تستند إلى العلم، ولا إلى التحليل الفلسفي، ولا توجد تجربة واحدة في الحقل العلمي يمكن أن تبرهن على هذا اللون من السببية، كما يرفضها البحث الفلسفي رفضاً تاماً. ولا نريد التوسّع في درس هذه النقطة؛ لأنّنا قمنا بدراسة مفصّلة لذلك في نقدنا العام للديالكتيك، راجع (فلسفتنا). وإنّ ما يعنينا- ونحن في المجال التأريخي- أن نعرض نموذجاً للديالكتيك التأريخي، كي يتجلّى عجزه في المجال التأريخي، كما تجلّى في (فلسفتنا) عجزه في المجال الكوني العام. ولنأخذ هذا النموذج من كلام (ماركس) إمام الديالكتيك التأريخي، إذ حاول أن يصطنع الديالكتيك في تفسير
[1] ضد دوهرنك 2: 8