تنمية الإنتاج
قد تكون النقطة الوحيدة التي تتّفق عليها المذاهب الإسلاميّة والرأسماليّة والماركسيّة جميعاً على الصعيد المذهبي هي: تنمية الإنتاج، والاستفادة من الطبيعة إلى أقصى حدٍّ ضمن الإطار العام للمذهب.
فكلّ هذه المذاهب تجمع على أهميّة هذا الهدف وضرورة تحقيقه بجميع الأساليب والطرق التي تنسجم مع الإطار العام للمذهب، كما أ نّها ترفض ما لا يتّفق مع إطارها المذهبي، نتيجة للترابط العضوي في المذهب الواحد. فإنّ مبدأ تنمية الإنتاج والاستمتاع بالطبيعة إلى أقصى حدّ هو جزء من كلّ، فيتفاعل في كلّ مذهب مع بقيّة الأجزاء، ويتكيّف وفقاً لموقعه من المركّب وعلاقاته مع سائر الأجزاء. فالرأسماليّة ترفض مثلًا من الأساليب في تنمية الإنتاج وزيادة الثروة ما يتعارض مع مبدأ الحرّية الاقتصاديّة، والإسلام يرفض من تلك الأساليب ما لا يتّفق مع نظريّاته في التوزيع ومُثُله في العدالة، وأمّا الماركسيّة فهي تؤمن بأنّ المذهب لا يتعارض مع تنمية الإنتاج، بل يسير معها في خطّ واحد تبعاً لنظرتها عن الترابط الحتمي بين علاقات الإنتاج وشكل التوزيع كما سيأتي.
وعلى أيّ حال فسوف ننطلق في دراسة النظريّة الإسلاميّة للإنتاج من مبدأ تنمية الإنتاج الذي آمن به الإسلام، وفرض على المجتمع الإسلامي السير